تباينت مواقف الأطراف الموقعة على اتفاقية تسوية النزاع المنشطة في جنوب السودان، الحكومة والجماعات المعارضة ، حول تكوين حكومة انتقالية في 12 مايو المُقبل ما نهاية الفترة ما قبل الإنتقالية.
وينص اتفاق السلام المنشط على تكوين حكومة إنتقالية مدتها 36 شهراً في 12 مايو المقبل ، في الوقت التي تشكو فيها الجماعات المعارضة من عدم إحراز تقدم في ترتيبات الفترة ما قبل الإنتقالية التي تسبق تكوين الحكومة.
وقال القيادي بالحركة الشعبية في المعارضة بقيادة رياك مشار، وعضو لجنة الفترة ما قبل الإنتقالية ، فوت كانق ، أن الحركة غير مستعدة للمشاركة في الحكومة الانتقالية حال أتخاذ الحكومة برئاسة سلفاكير قرار بتكوين الحكومة دون إكتمال الترتيبات المتعلقة بالفترة ما قبل الإنتقالية.
وقال كانق في حديثه لراديو تمازُج يوم الإثنين ، أن الحركة لن تشارك في الحكومة الإنتقالية المقبلة حال فشل الأحزاب السياسية والحكومة في تمديد الفترة ما قبل الإنتقالية لستة أشهر أُخر، مبيناً أن الشرط الأساسي للمعارضة هو أن يتم تكوين حكومة انتقالية بجيش موحد حسبما نصت الإتفاقية.
وتابع "لا يمكن تشكيل حكومة إنتقالية ، دون تكوين جيش موحد كما جاء في الاتفاقية وهذا سبب أساسي لتحفظ المعارضة في تكوين الحكومة في مايو"
وشدد القيادي في المعارضة ، على ضرورة تمديد الفترة ما قبل الانتقالية و التي تنتهي في 12 مايو المقبل مضيفاً أن موقف المعارضة يتعين على ان تقوم الحكومة بتمديد الوقت وتوفير الموارد حتى يتسن للجميع تنفيذ المنصوص عليها في الاتفاقية"
ويرى القيادي المعارض، أن تكوين الحكومة دون إستيفاء بالمادة 2.2.1 المتعلق بالترتيبات الأمنية يعد انتهاكاً لاتفاقية تسوية النزاع الذي وقع عليه الأطراف في العام الماضي.
من جانبه شدد رئيس تحالف أحزاب المظلة بيتر ميان مجونقديت، بعدم تأجيل تكوين حكومة إنتقالية في 12 مايو المقبل، من أجل الإستقرار وعدم فقدان ثقة الشعب في الأطراف الموقعة على الاتفاقية.
وقال مجونقديت، في حديثه للصحفيين بجوبا الإثنين، إن عدم إكتمال الترتيبات الأمنية لا تمثل عقبة أمام تكوين حكومة انتقالية في شهر مايو ، وأن التحديات التي تواجه تنفيذ بنود الترتيبات الفترة ما قبل الإنتقالية غير متعلقة بعدم وجود الإرادة السياسية من قبل الأطراف.
وأضاف "الدعم المالي هو التحدي الأكبر أمام الأطراف، وتكوين الحكومة في شهر مايو سوف يقلل من المخاطر ويفتح أفق لمخاطبة تلك القضايا من الداخل".
حكومة جنوب السودان على لسان السكرتير الصحفي للرئيس سلفاكير كير ، أتينج ويك أتينج في حديثه للصحفيين بجوبا الإثنين ، قال أن عدم تكوين الحكومة في مايو المقبل تعتبر إنتهاكاً لاتفاق تسوية النزاع المنشط.
وتابع "لايمكننا خرق إتفاقٍ وقعنا عليه ، بعدم تكوين الحكومة في مايو المقبل ونحن نحاول تجنب ذلك وعلى المعارضة أن تشكو للإيقاد لأنه الضامن للاتفاقية"
على صعيد متصل أعتبر سكرتير الحزب الشيوعي وعضو تحالف أحزاب المظلة ، جوزيف موديستو ، خطوة تكوين حكومة انتقالية في 12 مايو المقبل أو تمديد الفترة الحكومة ، إنتهاكاً لاتفاق تسوية النزاع.
وأوضح موديستو في حديثه لراديو تمازُج الثلاثاء ، إن تكوين الحكومة أو تمديد الفترة تعتبر إنتهاكاً الاتفاقية بسبب عدم إكتمال العديد من الترتيبات الفترة ما قبل الإنتقالية والمتعلقة بتكوين جيش موحد أو تحديد عدد الولايات وحدودها.
واستبعد موديستو ، إكتمال جميع هذه الترتيبات قبل حلول نهاية الفترة ما قبل الإنتقالية في 12 مايو المقبل. مضيفاً إن تكوين الحكومة الإنتقالية مرتبطة بالترتيبات الأمنية بتكوين جيش واحد وتحديد عدد الولايات وحدودها.
وأضاف "تكوين الحكومة مرتبطة ببنود الفترة ما قبل الإنتقالية ولايمكن أن يتم ذلك قبل 12 مايو"
وبرغم من تأكيدات الحكومة بجوبا بتشكيل حكومة إنتقالية في موعدها المحدد لها، لا يزال الغموض تكتنف أراء العديد من الجماعات المعارضة.