س: ماهو تقييم الوزارة للوضع الإنساني في جنوب السودان؟
ج: الوضع الإنساني في التدهور بشكل كبير خاصة في مناطق الفيضانات، لدينا 1.2 مليون شخص، تأثروا بالفيضانات حتى الآن، وقد نزح منهم أعداد كبيرة في مختلف ولايات البلاد، وأغلبهم ليس لهم إمكانية الوصول إلى التعليم، والصحة، والمرافق الأخرى، ولدينا عدد كبير من السكان يعيشون حالياً في الماء، وقد خلقَ هذا الوضع تحديات إنسانية خطيرة.
س: هل هذا الرقم الحقيقي لعدد السكان المتضررين من الفيضانات بالفعل 1.2 مليون؟
ج: نعم. هذا هو العدد الإجمالي للأشخاص المتضررين من الفيضانات، والعدد في الازدياد المستمر، والتقييم لا يزال مستمرا في بعض أجزاء البلاد.
س: عملية تقييم خسائر الفيضانات، كيف تم؟
ج: هذه هي الأرقام التي جمعناها من مكاتب مفوضية الإغاثة وإعادة التعمير المحلية في المناطق التي قمنا بزيارتها.
س: ما هي الولايات أو المناطق الأكثر تضررا في البلاد؟
ج: يختلف الرقم من ولاية إلى ولاية أخرى، ولكن أكثر الولايات تضررا هي الوحدة، تليها ولاية جونقلي، واراب، واعالى النيل وشمال بحر الغزال وولاية البحيرات، يتوزع بعضها بين السكان الذين يعيشون على طول نهر النيل، مثلا في ولاية الاستوائية الوسطى، كما تم تسجيل السكان المتضررين الآخرين في مقاطعة إبا في غرب الاستوائية، لذلك فقد تأثرت جميع الأراضي المنخفضة في جنوب السودان تقريبا.
س: هل هناك أرقام عن حجم الخسائر في الممتلكات؟
ج: لا يمكنني تقدير أي شيء الآن. لكن ما يمكنني قوله هو أن الناس قد نزحوا وانتقلوا إلى الأراضي المرتفعة، وكالعادة عندما يشرد الناس يذهبون ويبدأون حياة جديدة وخلال زياراتي للمناطق المتضررة لم أر شيء جديد، يمكنك العثور على عائلة مكونة من 5 أو 8 أو 10 أفراد، وهم يعتمدون فقط على كرسي واحد أو معدات منزلية محدودة، ولم أرى عائلة لها العديد من المعدات، فهؤلاء المتضررين ليس لديهم الكثير من الملابس والبطاطين، بعضهم تمكن من الحصول على خيمة واحدة فقط وغير كافي للأسرة الممتدة.
لذلك هم بالفعل بلا مأوى في الوقت الحالي، وليس لديهم أي شيء ووضعهم يتدهور كل يوم، وحتى أولئك الذين يذهبون ويتنقلون للحصول على بعض الأسماك للأكل، ليس لديهم "الذرة أو الزيت" ولا خدمات صحية. البعض ذهبوا إلى المدن، وليس بحوزتهم المال للحصول على الخدمات، أما الذين نزحوا إلى الأراضي المرتفعة يواجهون أيضا نفس المشكلة في العثور على الخدمات الأساسية.
وبصراحة، فإن الوضع مؤسف ويمكنك أن تتخيل أنك فقدت كل شيء وانتقلت إلى مكان جديد لا توجد فيه ضروريات الأساسية للحياة.
س: هل تملك الوزارة إحصائية وفيات الفيضانات؟
ج: عدد الوفيات كبير، لكننا تمكنا فقط من تحديد حالات استثنائية للدغات الثعابين، وكما تعلم فإن الفيضانات جلبت الكثير من حالات الثعابين في ولايات مختلفة، لقد سجلنا إرتفاع عدد حالات الوفاة الى 21 شخصاً بولاية واراب، 11 حالة في ولاية الوحدة وأما بقية الولايات المتأثرة الأخرى فيا حالة واحدة لكل منهما، لكن في المجموع الكلي، من 100 شخص ماتوا بسبب لدغات الثعابين وأمراض أخرى، و لا تزال هناك احتمال لزيادة العدد لأن أكثر الفيضانات لا تزال مستمرة والعديد من المواطنين متضررين بأشكال مختلفة وحالات الإصابة بالأمراض.
أولويتنا الآن كالحكومة، هي توفير حياة آمنة للمتضررين من خلال إجلائهم إلى المرتفعات ومحاولة تزويدهم بالخيام والمعدات الآخرى، وغيرها من المواد الغذائية.
س: أكثر من 100 حالة وفاة، هل يمكن أن تحدد الفترة الزمنية لهذا الرقم؟
ج: هذه بيانات مدتها ثلاثة أشهر، وهذا ما يمكننا الحصول عليه، لكن كما قلت هناك احتمال أن يرتفع هذا العدد في الفترة المقبلة.
س: قبل أسبوعين، خصصت الحكومة مبلغ 10 ملايين دولار لمساعدة المتضررين بالفيضانات، هل استلمت الوزارة المبلغ؟ واذا نعم، كيف سيتم صرفها؟
س: نحن حالياً في إجراءات استلام المبلغ، والوزارة بصدد وضع خطة لتنفيذها، وهذه المبلغ مخصص للبلد كلها، وستفتح الوزارة فرص للشركات في الأيام المقبلة من أجل تنفيذ الخدمات المطلوبة، ولم تتوقف الحكومة عن تخصيص 10 ملايين فقط، بل شكلت لجنة من الوزارات الأخرى، المكلفة بتقييم المواقع المتضررة، لأن الحكومة تدرك أن هذه الأموال لا تكفي لسد احتياجات السكان المتضررين، لذا فإن التقييم الآخر مستمر وفي غضون شهر أو ثلاثة أسابيع سيتلقى الأشخاص المتضررين المساعدة، سنبدأ في المناطق الأكثر تضررا.
س: هذا يعني أن الوزارة استلمت بالفعل 10 ملايين؟
ج: إنها مضمونة حتى لو لم نحصل عليها نقدا.
س: استخدام المبلغ، ما هي الأولويات؟
ج: سيتم استخدام عشرة ملايين في توفير المواد الغذائية والمواد غير الغذائية وغيرها من الخدمات اللازمة التي يحتاجها السكان.
ج: وهل هذا المبلغ كافي لتوفير كل هذه الاحتياجات؟
س: لا. هذا لا يكفي، لذلك شكلت الحكومة لجنة لإجراء تقييم آخر، ولدينا شعور بأن السكان المتضررين أكبر من البيانات الموجودة لدينا، لذلك ستقوم اللجنة بمراجعة البيانات ومن ثم سيتم تخصيص أموال أخرى لتلبية احتياجات المتضررين.
س: متى نتوقع أن تبدأ التقييم الثاني؟
ج: تم تشكيل اللجنة، وربما خلال الأسبوع المقبل، سيتوجهون إلى الولايات والمقاطعات المتضررة، وتم إضافة بعض المقاطعات أيضا إلى قائمة المناطق المتأثرة بعد الحصول على التأكيد، لذا فإن الـ 10 ملايين دولار، مخصصة لخطة عمل الطارئ، بعد ذلك من المتوقع أن تقدم هذه اللجنة نتائجها إلى مجلس الوزراء وسيقرر المجلس بعد ذلك الأموال المطلوب.
س: هذا الوضع يحدث في كل سنة، ومع ذلك لا توجد خطة من الحكومة، والمواطن يتساءل اين خطة الحكومة لمجابهة الفيضانات؟
ج: نعم. هذا صحيح. الحكومة لديها خطة لإيجاد حل دائم لهذا الوضع، الخطة مع وزارة الموارد المائية والري، لديهم خطة رئيسية لإيجاد حل دائم لإدارة المياه في جميع أنحاء البلاد.