شيع سكان منطقة أبيي المتنازعة عليها السودان وجنوب السودان أمس السلطان كوال دينق مجوك ناظر عموم عشائر قبيلة نقوك التسعة الذي لقي مصرعة في مطلع الاسبوع الجاري
. وذلك وسط حضور رسمي وشعبي ،حيث وصل أمس إلي منطقة أبيي وفد رفيع من دولة جنوب على رأسهم وزير مجلس الوزراء دينق الور والأمين العام للحركة الشعبية وكبير المفاوضين باقان أموم للمشاركة في تشيع جسمان الراحل السلطان كوال دينق الذي لقى مصرعه عقب الأحداث التي وقعت بمنطقة أبيي السبت وراح ضحيتها مايقارب ال(21 ) شخصا بينهم ناظر عموم دينكا نقوك كوال وأحد مرافقيه و(17 ) من أبناء المسيرية و(2 ) من افراد القوة الأثيوبية بالمنطقة إلي جانب جرح من قبيلة المسيرية وذلك على حد بيان وزارة الخارجية السودانية
. وافاد موفدنا من منطقة أبيي قبل مراسيم الدفن عن الشروع في تشييع جسمان الراحل كوال بمنطقة أبيي وبجوار مقبرة والده بأبيي ،إلي جانب ذلك كشف موفدنا عن وقوع أحداث شغب أمس الأول عقب وفاة السلطان كوال أسفرت عنه إصابة ثلاثة افراد هذا إلي جانب حريق في سوق أبيي و بعض المنازل بالمنطقة في رد فعل من عشائر نقوك على مقتل السلطان كوال. وفي ذات السياق كشف الناطق الرسمي بأسم حكومة الجنوب ووزير الأعلام برنابا بنجامين عن عزم كير والبشير على تجاوز الأحداث بأبيي وذلك في مكالمة هاتفية بينهما ،حيث طالب برنابا شعب نقوك وشعب جنوب السودان بإتاحة الفرصة للرئيسين سلفاكير و البشير على تجاوز الأزمة وأكد برنابا بأن زيارة كير إلي السودان قائمة في مواعيدها ،لكنه إسترجع وحمل قبيلة المسيرية مسئوؤلية الأحداث وذلك على حد تصريحاته
. وزارة الخارجية السودانية من جانبها ايضاً أعلنت ان الحكومة السودانية ستجري عاجلاً تحقيقاً شاملاً وشفافاً وعَادلاً حول الحادثة، لتتم مُحاسبة من يثبت تورطه فيها. وأكدت التزام السودان بتطبيق كل الإتفاقيات الموقعة مع دولة جنوب السودان وعزمها على بذل كل المساعي المُمّكنة لإنفاذها على الأرض وإكمال عملية تَطبيع وتطوير العلاقات بين البلدين ، وتجاوز القضايا العالقة وذلك على حد بيان صادر من الوزارة .. وقال الخير الفهيم الرئيس المشترك للجنة الإشرافية في تصريح إنهم ينتظرون تقارير لجان المراقبة العسكرية من الجانبين وتقرير القوات الأممية (يونسفا) للنظر فيها وإصدار قرار مشترك بشأن الأحداث، وأوضح للمركز السوداني للخدمات الصحفية، أنه سيقوم بتنوير الجهات المختصة بالدولتين (السودان وجنوب السودان) حول ما جرى بناءً على التقارير الرسمية التي سترد اليهم
. من جانبه، اعتبر رئيس اتحاد المسيرية، محمد خاطر جمعة، ما حدث نوعاً من الاستفزاز بالنسبة للمسيرية من قبل القوات الأممية بجانب خلق توترات وفتنة بين المسيرية ودينكا نقوك، مضيفاً أن الذي حدث سوف يؤثر سلباً على العلاقات بين المسيرية ودينكا نقوك مطالباً بإبعاد يونسفا من المنطقة لعدم مقدرتها على حماية المواطنين. وفي السياق ذاته، انتقد جفور ضوالبيت القيادي بقبيلة دينكا نقوك بالخرطوم و رئيس شعبة القضايا السياسية بالموتمر الوطني الحاكم بالسودان ومسئوول ملف أبيي بالحزب مقتل السلطان كوال ناظر عموم نقوك ،وحمل مسئولية مقتل كوال على ايادي مليشيات المسيرية ومؤكداً بأن مقتل كوال يأثر في مجريات الإستفتاء المقبل،ونفى بأن يكون القتلى يمثلون النظام الحاكم بالسودان
. من ناحية أخرى ابدى مسؤول الإعلام بالمؤتمر الوطني الحاكم بالسودان ياسر يوسف اسف حزبه على الاحداث التي وقعت بمنطقة ابيي وقال ان الوطني يبلغ أحر التعازي لأسر الضحايا ولفت الي مسارعة حكومة الجنوب بتحميل الحكومة السودانية مسؤولية الاحداث وقال الآن نحن في طور جمع المعلومات ولابد من فتح تحقيق في هذه القضية لأن هنالك روايات من أطراف متعددة وينبغي ألا تطلق الاحكام مسبقا، مبيناً ان التحقيق المحايد هو الذي يعطي المعلومات الحقيقية .وقال ان رئيس اللجنة الاشرافية من جانب الحكومة يتابع الاحداث ويجري اتصالات مع جميع الاطراف .