ألغى حاكم ولاية جونقلي في جنوب السودان، محجوب بييل تروك، أمرا إداريا أصدره نائبه لإنشاء لجنة لمعالجة القتال الدامي بين العشائر في مقاطعة نيرول.
الأسبوع الماضي، اندلعت قتال دامي بين مجتمعي شي بول وشي دومين في لانقكين استمر لثلاثة أيام، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن سبعة أشخاص وإصابة 24 آخرين في هجمات انتقامية متقطعة.
يوم الجمعة الماضي، أصدرت نائبه الحاكم أتونج كول منيانق، أمرا بإنشاء لجنة رفيعة المستوى على مستوى الولاية للتدخل في الصراع. وقالت كول في أمرها إنها كانت تتصرف نيابة عن الحاكم، واستشهدت بالمادة 103 (أ- د) من دستور ولاية جونقلي الانتقالي لعام 2011 والمرسوم الرئاسي رقم 106 أ (2) (أ) كأساس لصلاحياتها.
كان من المقرر أن يرأس اللجنة المكونة من 13 عضوا وزير الحكم المحلي سايمون هوث دوول، وينوب عنه وزير النوع والرعاية الاجتماعية، وليام كول شول. وضم اللجنة أعضاء من البرلمان على المستويين الوطني والولائي وقادة المجتمع المحلي.
لكن في الثاني من نوفمبر الجاري، ألغى الحاكم بيل تروك، أمر نائبه وأصدر أمرا آخر بإنشاء هيئة تحقيق منفصلة باسم “لجنة تقصي الحقائق رفيعة المستوى”.
وقال الحاكم إن الأمر الإداري صدر دون تشاور مسبق مع قيادة الولاية، وتابع: “هناك تناقض لأنها أطلقت عليها اسم اللجنة رفيعة المستوى للولاية، بينما أضافت إليها أعضاء البرلمان الوطني، والسؤال الذي يطرح نفسه هو، في أي نظام حكم ينبغي لأعضاء البرلمان في الولاية أن يقودوا أعضاء البرلمان الوطني؟”.
وشكل الحاكم لجنة أخرى مكونة من 17 عضوا بقيادة العضو البرلماني الوطني غوردن دينق لام، وقبريال قاي، مقررا للجنة، وأعضاء آخرين في اللجنة من البرلمان الوطني والولائي، وكبار السلاطين، والضباط العسكريين، والشباب، وشخصيات من الكنيسة.
لم يتمكن راديو تمازج من الاتصال بنائبه الحاكم اتونق كول، للتعليق.
لكن السكرتير الصحفي في مكتب الحاكم بيل جيك لوال، قال لراديو تمازج إن ليس هناك خلاف بين كبار القادة بالولاية، وأن ما حدث كان بسبب سوء التفاهم. وأكد إلغاء الحاكم للجنة نائبه وتشكيل لجنة منفصلة.
من جانبه قال بول دينق بول، الناشط المدني بالولاية، إن التطورات السياسية الأخيرة وضعت اتجاها مقلقا، ودعا قيادة الولاية إلى تبني روح التعاون الجماعي من أجل السلام في ولاية جونقلي المضطربة.
وأضاف “من المؤسف أن الحاكم ونائبه يحاولان إظهار سلطتهما على لجنة كان من المفترض أن تتولى إحلال السلام في نيرول، والآن أصبح أهل نيرول هم من يعانون وسط هذا الانقسام، وبصفتنا مجتمعا مدنيا، نناشد أن يتم تبني روح التعاون الجماعي كما ورد في الاتفاق”.