حاكم جونقلي في “حوار” يتعهد بإصلاح فوضى سببها الحاكم السابق ديناي

قال حاكم ولاية جونقلي في جنوب السودان، محجوب بيل تروك، إنه سيحاول “إصلاح الفوضى” التي خلفها الحاكم السابق ديناي جوك شاقور، واستعادة الأنظمة وإدخال الإصلاحات، لكنه حذر من أن التحديات التي تواجه إدارته هائلة.

في مقابلة حصرية مع راديو تمازج، وعد الحاكم محجوب بيل، بإنشاء أنظمة فعالة لإدارة الموارد لصالح شعب الولاية. وقال إنه بدأ في تنظيف الأمور في الأسابيع الأولى بعد توليه منصب الحاكم في يونيو.

فيما يلي مقتطفات الحوار:

س: الحاكم محجوب، حدثنا عن نتائج زياراتك الأخيرة لبعض مناطق في الولاية؟

ج: شكرا جزيلا لراديو تمازج لمنحي هذه الفرصة للتحدث إلى شعب جنوب السودان بشكل عام وولاية جونقلي على نحو خاص، جونقلي هي إحدى أكبر الولايات ولديها تسع مقاطعات، تحدها خمس ولايات؛ أعالي النيل، ووسط الاستوائية، والبحيرات، وبيبور وشرق الاستوائية. وعندما أصبحت حاكما، اعتقدت أنه من المهم زيارة المقاطعات لمقابلة الناس معرفة التحديات التي تواجههم.

ثانيا، تتأثر الولاية أيضا بالفيضانات وزرت مقاطعة نيرول حيث أتيحت لي الفرصة للاستماع إلى التحديات التي يواجهها الناس هناك، وزرت أيود ومنقلا حيث يوجد النازحون داخليا بسبب الفيضانات وزرت مناطق مقاطعة بور، ولقد بقينا الآن مع المقاطعات الأخرى؛ لأن هناك تحديا في الوصول؛ بسبب الفيضانات مثلاً فانقاك وفيجي.

س: ما هي التحديات المشتركة التي تواجه المناطق التي زرتها؟

ج: في نيرول، تحدث الناس عن الفيضانات والأضرار التي لحقت بالممتلكات، ووجدنا الشكوى نفسها في أيود ومخيمات النازحين داخليا في منقلا، ومناطق مقاطعة بور.

لا توجد شبكات اتصالات قوية في نيرول وأيود، لكن هذه ليست مشكلة في منقلا وبور. زيادة على ذلك، هناك شكاوى حول الأمراض التي تنتقل عن طريق المياه والملاريا الناجمة عن الفيضانات والبعوض وهناك حاجة إلى مياه الشرب النظيفة والمأوى لتلك الأسر النازحة، كما تلقيت شكاوى في بعض المناطق حول الأنشطة الإجرامية التي تنطوي على اختطاف الأطفال والنساء من قبل بعض العناصر القادمة من منطقة بيبور الإدارية الكبرى، لكننا في مشاورات مستمرة مع سلطات بيبور.

س: منذ أن أصبحت حاكما ما هي التحديات الرئيسية التي تواجهك؟

ج: أستطيع أن أقول إنها هائلة، على سبيل المثال، انعدام الأمن بين جونقلي وبيبور بسبب تورط الشباب من كلا الجانبين في غارات على الماشية واختطاف الأطفال والنساء وكذلك الاشتباكات العنيفة.

ثانياً، هناك قتال بين العشائر يحدث في كثير من الأحيان والولاية شاسعة والطرق سيئة، لا يوجد إنفاذ فعال للقانون في جميع المقاطعات التسع، على سبيل المثال، تجد قوات حكومية في بعض الأجزاء، بينما تسيطر الحركة الشعبية لتحرير السودان في المعارضة بقيادة نائب الأول للرئيس الدكتور ريك مشار على أجزاء أخرى، ولقد بدأنا في التحدث مع المحافظين والرؤساء لتعزيز أنظمة المحاكم التقليدية للسيطرة على عمليات القتل الانتقامية وتعويضات الدم. والتحدي الآخر هو أننا لا نملك ما يكفي من السجون في معظم المقاطعات، وهذا يؤثر في المساءلة وسجن أولئك الذين يرتكبون الجرائم، والسجن الوحيد يقع في بور، وهو بعيد جدا عن بعض المقاطعات وحركة الناس دائما صعبة خلال موسم الأمطار، ونحن نخطط لإشراك المنظمات غير الحكومية لبناء ثلاثة سجون أخرى، والتحدي الآخر هو انتشار الأسلحة بين المدنيين، ومن ثم فإن معدل الجريمة مرتفع، وهناك حاجة إلى خطة منسقة مع الحكومة الوطنية للسيطرة على الأسلحة.

س: ماذا فعلت حكومة الولاية بشأن رواتب موظفوا الخدمة المدنية؟

ج: أستطيع أن أقول إن معظم المدنيين في المناطق الريفية لا يعملون لدى الحكومة، ومن ثم فإن قضية الرواتب ليست تحديا كبيرا، أما بالنسبة لأولئك الذين يعيشون في المدن، فإن التأخير في الدفع أمر مفهوم؛ بسبب توقف إنتاج النفط؛ بسبب الحرب في السودان.

أما بخصوص الاحتجاجات الأخيرة التي قام بها العاملون الصحيون في بور، فقد كانت بسبب تأخير دفع الحوافز من قبل المنظمات المسؤولة، وليست الحكومة، والقضية الأخرى التي تسببت في الاحتجاجات كانت الأسعار في السوق، ولكنها مشكلة على مستوى البلاد، ولقد راجعنا بعض الأسعار، وخفضنا أسعار السلع الأساسية، ونحن نتفهم التحديات الاقتصادية التي يواجهها مواطنونا.

س: بعض التقارير تفيد بأن جونقلي يحصل على أموال ضخمة من الإيرادات المحلية وضريبة الدخل الشخصي، من المنظمات الحكومية. كيف تستخدم هذه الأموال؟

ج: لدينا قطاعان للإيرادات المحلية، ونقول نعم، نقوم بتحصيل الإيرادات من الشركات وضريبة الدخل الشخصي والمنظمات غير الحكومية، إنها ليست أموالا ضخمة، ونحن نستخدم هذه الموارد لمعالجة التحديات الأمنية، ويتم استخدام بعض الأموال لمعالجة المشاكل الناجمة عن الفيضانات، أما المجالات الأخرى فهي التشغيل اليومي لحكومة الولاية.

س: تلقى راديو تمازج شكاوى حول ممارسات خاطئة تتعلق بالإدارة السابقة. هل هناك ضمانات بشأن المساءلة والشفافية والكفاءة؟

ج: صحيح أن الإدارة السابقة ارتكبت العديد من الأخطاء، وكان هناك الكثير من الممارسات الخاطئة، على مدى السنوات الأربع الماضية، لم يكن الحاكم موجودا في الولاية، كان مقره في جوبا، وكان يأتي إلى مقر الولاية لبضعة أيام لجمع ما يريد الحصول عليه، ثم يعود إلى جوبا، لم تكن هناك اجتماعات لمجلس الوزراء، لذلك كان هناك فراغ سياسي وإداري، وهذا أثر في الولاية، ويؤثر فينا الآن؛ لأننا نبدأ من الصفر. إذا لم تعقد اجتماعات منتظمة لمجلس الوزراء، فهذا يعني أنك لا تخطط وتعالج أولويات الحكومة، يجب أن يبقى الحاكم ونائبه في الولاية، حتى تعمل الحكومة بشكل صحيح.

لقد استأنفنا العمل الإداري، والتزم جميع الموظفين والوزراء بالسياسة الجديدة، كانت الولاية بمثابة إقامة مؤقتة للإدارة السابقة؛ لأن جميع الوزراء السابقين والحاكم كانوا يقيمون في الفنادق والآن نحن نسدد العديد من الديون، كان الحاكم السابق يقيم في فندق، على الرغم من أنه كان لديه مقر إقامة حكومي.

ولقد شكلنا الآن لجانا لضمان وجود مراقبة ومساءلة لاستخدام الإيرادات التي جُمِعَت محليا.

س: كانت هناك شكاوى حول إهمال عضو مجلس النواب بالولاية، حيث أصيب البعض بأمراض يمكن علاجها، ماذا تفعل إدارتك؟

ج: كما ذكرت سابقا، في ظل الإدارة السابقة، كان كل شيء في يد المحافظ، ولكن بعد توليت منصبي، حاولت تحسين وضع أعضاء المجلس التشريعي بالولاية ووزراء الولاية والموظفين، من الموارد التي نجمعها محليا، نضمن أن يتم منح مجلس النواب بالولاية شيئًا لتحسين وضعه شهريا؛ لأننا نعلم أن النفط من غير المرجح أن يستأنف الإنتاج قريبا، ونريد أن تعمل حكومة الولاية دون تحديات، ولدينا دعم لأعضاء البرلمان والوزراء كلما احتاجوا إليه.

س: ماذا تقول لسكان جونقلي عن المساحة المدنية وحالة حقوق الإنسان في الولاية؟

ج: أصدرت أمرا في 24 يونيو لضمان المساحة المدنية والسياسية في الولاية، نريد أن يكون الناس أحرارا، لقد أجرينا أيضا ورشة عمل للسماح بالحريات في الولاية وحرية الأحزاب السياسية في نشر برامجها وبياناتها، وكانت هناك إحدى منظمات المجتمع المدني التي حُقِّق معها بسبب دعمها وأحد أعضائها فر من البلاد، لكنني طلبت منه مؤخرا العودة إلى الولاية وعاد الآن.

س: ما الذي تعتبره نجاحا لك حتى الآن في الولاية؟

ج: لقد نجحت في الحفاظ على الأمن في معظم المناطق، وخاصة بين بيبور وجونقلي، لقد تمكنا من استعادة العديد من الأطفال المختطفين وتعاملنا مع بعض أعمال العنف بين القبائل على نحو سلمي ومؤخرا القتال بين عشيرتي أيوال وهول.

لقد نجحت إدارتي في إرسال وفود إلى المناطق المتضررة من الفيضانات، حتى تتمكن الحكومة من الوقوف مع المتضررين، ولقد نجحنا في ضمان وجود علاقة عمل متناغمة بين الأحزاب جميعهم في الولاية وهناك حريات ومساحة مدنية، كما أجريت محادثات مع الاستوائية الوسطى، لمناقشة العودة المحتملة للنازحين في منقلا إلى ولايتهم، ولقد استأنفنا أيضا الاجتماعات الدورية لمجلس الوزراء وهناك اجتماع أمني أسبوعي منتظم لمعالجة التحديات الأمنية.

س: ما هي رسالتك الأخيرة؟

ج: إن انعدام الأمن بيننا وبين بيبور يشكل تحديا كبيرا، لكننا ننسق لإدارته والسيطرة عليه، ولقد اتفقنا على الزيارات المتبادلة لإزالة بعض العقبات والسيطرة على الجماعات الإجرامية، ونريد إنشاء سوق مشترك للماشية لتشجيع السلام والحوار بين المنطقتين، كما اقترحنا أن يتبادل بعض القادة الزيارات بين جونقلي وبيبور، علاوة على ذلك، نريد أن يحصل بعض الطلاب من بيبور على منح دراسية للدراسة في جونقلي لتشجيع السلام، ونحن نفكر أيضا في إنشاء محكمة مشتركة، ونحن نطرح أفكارا حول كيفية السيطرة على انعدام الأمن.