حاكم أعالي النيل في “حوار”: يقول إن الجيش والمدنيين في الناصر وصلوا إلى “طريق مسدود”

الحاكم جيمس اوضوك - لدى استقباله في مقاطعة الناصر

قال حاكم ولاية أعالي النيل في جنوب السودان، جيمس أوضوك أوياي، إنه وجد أن العلاقات بين الجيش والمواطنين في مقاطعة الناصر وصل إلى “طريق مسدود”، ويأمل أن يتمكن الحوار من استعادة السلام والاستقرار في المنطقة.

في حوار مع راديو تمازج يوم الجمعة بعد زيارة الأجزاء المضطربة من الولاية، قال الحاكم إن قوات دفاع شعب جنوب السودان بالمنطقة، أعربت عن قلقها بشأن 8 سنوات في منطقة الناصر دون استبدالها، وأن تعاونها مع السكان المحليين قد وصل إلى طريق مسدود. وحذر الحاكم من أنه إذا بقوا لمدة شهرين إلى ثلاثة أشهر أخرى في المنطقة، فقد يتصاعد الصراع مجددا.

  • تفاصيل الحوار:-

س: ما هو الهدف من زياراتك الأخيرة لمقاطعتي أولانق والناصر؟

ج: كانت هذه الزيارة مقررة لها في وقت سابق، وكانت أسهل طريقة للسفر من ملكال هي استخدام مروحية الأمم المتحدة، لكنها وفرت حوالي ساعتين فقط، والتي لم تكن كافية لزيارة جميع المواطنين، ولقد رفضت هذا العرض.

في عام 2023، استخدمت طائرة تابعة للأمم المتحدة للذهاب إلى الناصر لحضور حدث في الكنيسة، وكانوا يحددون من يجب أن يذهب معي. ونحن نقدر دعم الأمم المتحدة، لكنني أود زيارة شعبنا والاستماع إليهم لفترة أطول.

قررت استخدام القارب النهر، على الرغم من أن الكثير من الناس كانوا متشككين، بسبب انعدام الأمن في شرق النوير. وقلت لهم أنه نظرا لوجود أشخاص هناك، كان علي أن أذهب وأراهم. كان أحد أسباب هذه الرحلة هو الاشتباكات الأخيرة بين الجيش الأبيض وقوات دفاع شعب جنوب السودان في منطقة وياك، وكمسؤول مسؤول، كان من السيئ عدم الذهاب إلى هناك، وأود أن أفعل كل ما أنا قادر على مساعدتهم، وإذا تجاوز سلطتي، سوف أحيل الأمر إلى كبار المسؤولين على المستوى الوطني.

بدأت زيارتي في باليت، شويل؛ التي تقع تحت ولاية جونقلي. كان لدينا استقبال كبير هناك. وأعربوا عن قلقهم إزاء عمليات اختطاف الأطفال التي يعتبرونها تهديدا كبيرا. وناشدوا بإجراء حوار فوري مع كبار المسؤولين في منطقة إدارية بيبور بشأن هذه المسألة، وأعطيتهم كلمتي بأنني سوف أشرك المسؤولين هناك لمعالجة هذه القضية.

س: كيف هو الوضع الأمني في المناطق التي زرتها؟

ج: تحتاج المجتمعات المحلية إلى مزيد من التثقيف المدني بشأن السلام، وقد قضيت ليلة في منطقة دومة في أولانق وكان لدى استقبال كبير هناك، والتقيت الناس، وحثتهم على وقف عمليات القتل الانتقامية، ويجب على الناس السعي للحصول على حقوقهم من خلال القانون. وينتشر القتل الانتقامي في مقاطعة أولانق بسبب حيازة المدنيين للأسلحة، وبعض المدنيين أكثر تسليحا من القوات الحكومية. وأخبرتهم أنه يجب استخدام الأسلحة النارية للدفاع عن الماشية والبلاد، ولكن ليس لقتل بعضهم البعض.

زرنا جميع مناطق مقاطعة أولانق وذهبنا أخيرا إلى مدينة أولانق، واجتمعنا مع جميع المسؤولين هناك، بمن فيهم الزعماء المحليون، الذين أعربوا عن مخاوف مماثلة بشأن انتشار السلاح الناري في يد المدنيين، وكان أحد نداءاتهم أنهم بحاجة إلى قوة الشرطة الموحدة لتعزيز الأمن في المنطقة. وأعربوا أيضا عن قلقهم إزاء تأخر المرتبات. ويفتقرون إلى بعض المواد للمدارس، وطالبوا أيضا بإنشاء مراكز صحية في بعض المناطق، ومع ذلك، يوجد في أولانق مستشفى تديره منظمة أطباء بلا حدود.

س: حدثنا عن زيارتك إلى مقاطعة الناصر التي تشهد أيضا العديد من مشاكل انعدام الأمن؟

ج: كنت على الاتصال مع قائد قوات دفاع شعب جنوب السودان في الناصر والجنرال مجور والزعماء المحليين والشباب والنساء والمثقفين، كما رحب بنا بعض الأطفال، وهم يلوحون ببعض اللافتات المكتوبة: “نحن بحاجة إلى قوات موحدة”. وقد أعرب الزعماء عن قلقهم إزاء وجود قوات الدفاع الخاصة، حيث هدد بعضهم بعبور الحدود إلى إثيوبيا أو مواجهتهم عسكريا والاستيلاء على المنطقة، وبسبب النزاعات المستمرة، لا توجد مدرسة، ولا يوجد مستشفى قيد التشغيل.

زرت منطقة كارانقا، وطالبوا بقوات موحدة أيضا، وذهبت إلى ماندينق وفي اليوم الثالث زرنا وياك واستقبلتنا القوات هناك تحت قيادة الجنرال مجور.

أنا شخص محايد وما لاحظته هو أن هناك أخطاء من كل من الجيش الأبيض والقوات النظامية، كانت القوات الحكومية محاصرة في ثكناتها؛ لم يتمكنوا من الخروج لجلب الحطب أو الماء، وسألت إذا كانت هناك نساء يرغبن في الذهاب إلى المدينة لمرافقتي.

تحدثت أيضا مع قادة الجيش الأبيض، وقلت إننا في سلام، ونحتاج إلى الوقوف معا وتنفيذ هذا السلام، ومن خلال السلام ستتاح خدمات مثل التعليم والصحة في الناصر، وهناك بعض النزاعات في أولانق، لكن ليس داخل المدينة والمساعدات كانت من المنظمات.

س. بعد الزيارة هل يمكن القول إننا على نهاية الاشتباكات العشائرية في الناصر؟

ج: لقد تحدثت إليهم، ووعدت بإثارة هذه المخاوف مع كبار المسؤولين في البلاد؛ الرئيس كير ونائبه الأول وجميع الموقعين الآخرين على اتفاق السلام. كما أعرب الجيش عن قلقه بشأن 8 سنوات في المنطقة دون استبدال، وأن تعاونهم مع السكان المحليين قد وصل إلى طريق مسدود، وإذا بقوا لمدة شهرين إلى ثلاثة أشهر أخرى، فقد يتصاعد الصراع من جديد.

س: هل أنت متفائل بأن الوضع الأمني قد يتحسن بعد زيارتك”

ج: منذ زيارتنا، تغير الوضع، يمكن للنساء في ويار الآن الوصول إلى السوق وبالنسبة لأولئك الذين اعتادوا تزويد الجيش بالطعام، لكن اُحْتُجِزُوا من قبل الجيش الأبيض، أعطى القائد تعليمات بإطلاق سراحهن، آمل أن يتمكن الجيش الآن من الحصول على الطعام.

س: عند عودتكم إلى ملكال، أطلعتم الأجهزة الأمنية والجمعية التشريعية، وكانت هناك بعض التعهدات بشأن تقديم الخدمات. متى نتوقع أن تُنَفَّذ؟

ج: فيما يتعلق بمقاطعة الناصر، توجد مدرسة جيدة هناك، لكن بالمقارنة مع السكان، قد تحتاج المنطقة إلى المزيد من المدارس، والتحدي الآخر هو أن المعلمين لم يتمكنوا من البقاء هناك بسبب انعدام الأمن، وسنبدأ بتوفير الأمن حتى يتمكن المعلمون من العودة.

توجد مدرسة في كارانق وفي ماندينق، لكن التسجيل منخفض، في مدينة أولانق توجد مدرسة، لكنهم بحاجة إلى بعض العناصر، في كوج، وجدنا عددا كبيرا من السكان نظموا حفل استقبال كبير، وقال التلاميذ إنهم بحاجة إلى صيانة مدرستهم، مسقوفة ومبنية بشكل جيد، وقالوا إن الوضع الحالي قد يجبرهم على النزوح، مشيرين إلى أن الأمطار دمرت السقف العام الماضي، وقتلت العديد من التلاميذ، وأنا أعمل من أجل توفير السقف للمدرسة.

س: هناك تقارير غير مؤكدة تفيد بأن محافظ مقاطعة أولانق، قد طرد وقررت اصطحابه معك إلى ملكال، هل يمكنك تأكيد ذلك؟

ج: هذا ليس صحيحا، عندما وصلنا إلى أولانق، كان لدينا استقبال كبير، وكان ذلك من عمل المحافظ وفريقه، وهناك بعض الأفراد في جوبا وشخص يدعى كونق، كانوا من أنصار كبير سلاطين أولانق، وحدث خلاف بين المحافظ ووزير الذي ينحدر من أولانق حول التعيين، لكن في نهاية اليوم، انتصر المحافظ.

خلال لقائنا مع الزعماء المحليين، اتفقوا جميعا على الوقوف مع المحافظ؛ لأنه رجل سلام، خلال لقائي مع أكثر من 100 شخص، طلبت منهم دعم المحافظ الحالي. فقط كونق وقف ضد المحافظ. وأعرب حوالي 10 قادة من نيابورجوك “الشباب” عن قلقهم بشأن المحافظ وطالبوا بإقالته.

أخبرتهم أنه لا يمكن تهديد الحكومة، المحافظ رجل كبير في العمر، وسأصطحبه معي إلى الناصر للمساعدة على حل القضايا، وهذا ما حدث؛ لقد ساعد حقا في إعطاء بعض الأفكار، وأقنعت الشباب والآن المحافظ لا يزال في أولانق، ولم يأت معي إلى ملكال. وشكر لكم.