جوبا تنفي مزاعم العطا وتؤكد: لا يوجد 63% من قوات الدعم السريع من جنوب السودان

أعربت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في جنوب السودان يوم “الثلاثاء” عن استيائها من تصريحات قيادات بالقوات المسلحة السودانية، بوُجود مواطنين من جنوب السودان بقوات الدعم السريع.

وقالت أبوك أيول ميان، المتحدثة باسم وزارة الخارجية، في مؤتمر صحفي بجوبا، إنهم يعبرون عن أسفهم على التصريحات حكومة السودان في أعقاب المذابح غير المبررة والمروعة لمواطنين من جنوب السودان في ولاية الجزيرة الشهر الماضي.

وأوضحت أن في 20 يناير 2025، بثت وسائل الإعلام لقطات فيديو للجنرال ياسر العطا، مساعد القائد العام للقوات المسلحة السودانية، وهو يخاطب القوات من مكان غير معلوم. وخلال هذا الخطاب، ادعى أن مواطني جنوب السودان يشكلون 65% من قوة قوات الدعم السريع. كما أرسل الجنرال العطا رسائل مختلطة، معربا عن ثقته بالرئيس سلفا كير وقيادة جنوب السودان، بينما اتهم جنوب السودان في الوقت ذاته بعدم فعل أي شيء لمنع جنوب السودان من الانضمام إلى قوات الدعم السريع.

وقالت إنه على الرغم من اعتراف الجنرال العطا، بأن العديد من الذين انضموا إلى قوات الدعم السريع كانوا عناصر من “المعارضة”، وذكر المجموعة التي يقودها الجنرال استيفن بواي، التي لا تسيطر عليها حكومة جنوب السودان، إلا أن الخارجية تدين تصريحات العطا أن مواطني جنوب السودان يشكلون 65 في المائة من قوات الدعم السريع.

وقالت إن جنوب السودان يعتقد أن الجنرال العطا كان مدركا جيدا، من خلال خبرته الطويلة في جنوب السودان، أن الجيش السوداني لديه تقليد في تسليح ميليشيات جنوب السودان، ويوجد لدى القوات المسلحة السودانية إدارة خاصة تسمى إدارة القوات الشعبية والوطنية المكلفة بتجنيد مواطني جنوب السودان.

وتابع: “عندما يثبت جنوب السودان لحسن الحظ أنه لا يهزم من خلال وكلاء الميليشيات، تستمر عناصر الميليشيات هذه في التربص على طول الحدود حيث تستخدمهم المخابرات العسكرية السودانية، حتى إن البعض أُرْسِلُوا إلى حروب بعيدة، مثل اليمن، وبحسب سجلاتنا الموثوقة، أرسلت الحكومة السودانية مجموعتين من مواطني جنوب السودان إلى اليمن، المجموعة التي قادها الجنرال الراحل بيتر قديت ياك والجنرال توماس طيل، وفي ظل هذه الظروف، وجدت عناصر الميليشيا المدعومة من الخرطوم نفسها متورطة في الحرب السودانية”.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية إن ادعاء السودان بأن الجنوب سودانية يشكلون 65 في المائة من قوة قوات الدعم السريع كان مبالغة مطلقة.

وأضافت “في الواقع، لا تزال العديد من المجموعات الجنوب سودانية المذكورة تقاتل إلى جانب القوات المسلحة السودانية، حيث يخدم اللواء توماس طيل المعروف أيضا باسم “التوم علي زين” من مقاطعة تويج في ولاية واراب بوحدة الاستخبارات العسكرية السودانية، إلى جانب الجنرال جفور ضو البيض من أبيي، والفريق أول إبراهيم الماظ دينق، ونتساءل لماذا يفشل الجنرال عطا في ذكرهم”.

وتابعت: “أصدرت وزارة خارجية جمهورية السودان بيانا مفاجئا في 23 يناير 2025، ردد فيه تصريحات الجنرال ياسر العطا، وعارضت بيان جنوب السودان في المناقشة المفتوحة الأخيرة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حول مكافحة الإرهاب بقيادة أفريقية وتركيز على التنمية في نيويورك، وجنوب السودان يرفض الاتهامات باعتبارها لا أساس لها من الصحة”.

وقالت إن البيان الأخير لوزير الخارجية رمضان محمد عبد الله جوك في نيويورك لم يكن يهدف إلى طلب تدخل الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة في السودان.

وأضافت “سعى الوزير فقط إلى الحصول على دعم مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للانضمام إلى دعوتنا إلى إجراء تحقيق في المذبحة المأساوية لمواطنينا الأبرياء في ولاية الجزيرة، لضمان الشفافية والنتائج السريعة لصالح البلدين والشعبين، وفي هذه المرحلة، نكرر دعوتنا لمجلس الأمن الدولي والاتحاد الأفريقي للانضمام إلى دعوتنا إلى إجراء تحقيق موثوق في مذبحة ود مدني”.