اندلعت أعمال شغب في عاصمة جنوب السودان جوبا، مساء “الخميس”، عندما خرج مجموعة من المواطنين الغاضبين إلى الشوارع للاحتجاج على أحداث ود مدني، حيث حاول بعضهم نهب وتدمير المحلات التجارية المملوكة لمواطنين سودانيين.
جاءت الاضطرابات في أعقاب احتجاجات سابقة في جامعة جوبا وأمام السفارة السودانية، والتي تم احتواؤها من قبل الشرطة. ومع ذلك، سرعان ما تصاعد الغضب، حيث تحولت مجموعات من الشباب إلى العنف، واستهدفت المحلات التجارية.
وفي جوبا، تشير التقارير إلى أن المحلات التجارية المملوكة للسودانيين في عدد من أحياء جوبا السكنية، تعرضت للاستهداف والتخريب والنهب وسط التوترات المتزايدة.
ومع انتشار الاضطرابات، أطلقت الشرطة أعيرة نارية في سوق ستة، وشارع طمبرا، ونيو سايت، وميدان سيمبا، ومونيكي، وأجزاء أخرى من المدينة في محاولة لاستعادة النظام.
وقال جون كاسارا كوانق نيال، المتحدث باسم شرطة جنوب السودان، لراديو تمازج مساء “الخميس”، أن مجموعات متعددة نزلت إلى الشوارع احتجاجا على عمليات القتل في ود مدني، واستهدفت محلات تجارية مملوكة للسودانيين.
وأوضح أن الشرطة أطلقت النار في الهواء لتفريق الشباب الغاضبين الذين حاولوا اقتحام المتاجر.
وقال “كان إطلاق النار في الهواء لتفريق مجموعة من المجرمين الذين حاولوا نهب المتاجر”.
وفي بيان منفصل، أصدرت ليلي أضيو مارتن، السكرتيرة الصحفية لمكتب رئيس جنوب السودان، بيانا أعربت فيه عن الأسى والحزن إزاء عمليات القتل الأخيرة للمدنيين الأبرياء من جنوب السودان على يد القوات المسلحة السودانية.
وقالت “نحن في غاية الأسى والحزن إزاء عمليات القتل الوحشية هذه، وكما نعلم جميعا، لا يزال العديد من مواطني جنوب السودان يعتبرون السودان وطنهم بسبب تاريخنا المشترك والارتباطات الأخوية المستمرة. ومع ذلك، فإن مثل هذه الأعمال العنيفة ضد المدنيين غير مقبولة تماما”.
وأضافت: “أريد أن أؤكد لكم أن الرئيس سلفاكير، جنبا إلى جنب مع حكومة جنوب السودان، يتخذان إجراءات سريعة وحاسمة ردا على هذه الأحداث المأساوية”.
كما حثت مواطني جنوب السودان على الهدوء والامتناع عن أعمال الانتقام قائلة: “من الأهمية بمكان ألا نسمح للغضب بتغييم حكمنا أو التحول ضد التجار واللاجئين السودانيين المقيمين حاليا في بلدنا، وهؤلاء الأفراد يبحثون عن الأمان، ومن واجبنا أن نقدم الحماية والدعم لمن هم في حاجة إليها”.
وفي الوقت نفسه، أصدر المتحدث باسم الجيش، اللواء لول رواي كوانق، تعميم صحفي على صفحته على فيسبوك، طمأن فيه السكان بأن الجيش، تحت القيادة العامة لرئيس قوات الدفاع الجنرال فول نانق مجوك، يراقب من كثب الوضع الأمني في جوبا.
وقال “يراقب الجيش الوضع من كثب، وسيقدم تحديثا أمنيا شاملا غدا، الجمعة 17 يناير 2025”.
ويؤكد العنف على السخط المتزايد بين مواطني جنوب السودان بشأن معاملة مواطنيهم في السودان، ويثير تساؤلات حول كيفية تعامل حكومة جنوب السودان مع هذا الوضع المتصاعد.