جوبا تستضيف اجتماعاً تشاورياً لحركة مشار وسط أجواء من الانقسام الداخلي

تفاقمت الخلافات داخل الحركة الشعبية لتحرير السودان في المعارضة بقيادة رياك مشار، يوم “الثلاثاء”، بعد أن قررت مجموعة من قيادات الحركة عقد “اجتماع تشاوري” اليوم “الأربعاء” في جوبا، بينما عارض فصيل آخر بقيادة نائب رئيس الحزب هذا الاجتماع.

من المتوقع أن يضم اجتماع اليوم أعضاء الحركة الشعبية لتحرير السودان في المعارضة، من المكتب السياسي ومجلس التحرير الوطني والبرلمان، في جوبا يوم الساعة العاشرة بتوقيت جوبا المحلي.

تفاقمت التوترات بين قيادات المعارضة منذ وضع زعيمهم، النائب الأول للرئيس، الدكتور رياك مشار، قيد الإقامة الجبرية.

يوم الاثنين، أوقف أويت ناثانيال، نائب رئيس الحركة، استيفن فار كول، وزير بناء السلام الوطني، وثلاثة آخرين. واتُّهموا بشق صف الحركة والتآمر مع الرئيس سلفا كير وحزبه لاستبدال مشار. ورفض فار هذا الإيقاف، واصفا إياه بأنه “نكتة العام”.

وعقب وضع مشار، قيد الإقامة الجبرية، هرب عدد من كبار أعضاء الحركة خارج جوبا، لكن الأسبوع الماضي، اجتمعت مجموعة من مسؤولي الحركة في جوبا مع الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني في جوبا لمناقشة الأزمة السياسية واعتقال مشار. إلا أن المتحدث باسم الحزب، فال ماي، صرّح بأن الاجتماع لم يُصرّح به من قِبل قيادة الحركة الشعبية في المعارضة.

وقال دينق لام، العضو البارز “الموقوف” عن العمل في الحركة لراديو تمازج، أن اجتماع اليوم “الأربعاء”، يهدف إلى مناقشة الخطوات التالية للحزب بعد اعتقال مشار.

وتابع “هناك فراغ قيادي، لذا يهدف الاجتماع إلى مناقشة سبل المضي قدما، واعتقال رئيسنا، وكيف يمكن للحزب مواصلة عملية السلام”.

وبشأن اختيار قائد جديد بديلا للمشار. قال فال “إن الاجتماع سيركز على تحديد مسار للمضي قدما، وأن كبار الأعضاء قد يُعيّنون قيادة مؤقتة للإشراف على تنفيذ اتفاق السلام”.

وقال الاجتماع سيكون بقيادة استيفن فار كول، المتهم من قبل الفصيل الآخر بتخطيط بالإطاحة برياك مشار.

واتهم فال نائب رئيس الحركة، أويت ناثانيل، بالفرار خارج البلاد، وقال إن أعضاء بارزين في الحركة يعملون على دعم عملية السلام في جوبا.

وأضاف “تم إبلاغ جميع أعضاء المكتب السياسي بالاجتماع الذي سيعقد اليوم الأربعاء، ونتوقع حضور الكثيرين”.

في اتصال مع راديو تمازج قال أويت ناثانيال، رئيس الحزب بالإنابة، إن ما يحدث في جوبا مدعوم من الحركة الشعبية في الحكومة بقيادة سلفاكير، وقوات دفاع شعب جنوب السودان، وميليشيات أقويليك وأبوشوك، والقوات الأوغندية، كجزء من خطة التخلي عن اتفاق السلام”

واتهم، الرئيس سلفاكير، بغياب الإرادة السياسية لتنفيذ اتفاق السلام لعام 2018 والتخطيط لاستبدال مشار كنائب أول للرئيس.

وتابع “لقد حشدوا مسؤولي الحركة الشعبية لتحرير السودان في المعارضة بجوبا، وعرضوا عليهم مناصب، وهددوا آخرين، وهذا لن ينجح، إنه نفس ما حدث عندما حل تعبان دينق محل مشار في عام 2016”.

وقال إنه الرئيس بالإنابة بموجب لوائح الحركة، ولا يزال الأمين العام في منصبها، لم يدع إلى أي اجتماع لمجلس التحرير الوطني أو المكتب السياسي.

أعلن أويت إن اتفاق السلام لعام 2018 “انهارت” بعد اعتقال مشار، متهما سلفاكير، وجهاز الأمن الوطني بدعم اجتماع اليوم الأربعاء لإفشال الاتفاق.

وقال “رسالتي إلى الحركة الشعبية لتحرير السودان في الحكومة هي العودة إلى اتفاق السلام وإطلاق سراح الدكتور رياك مشار”.