جنوب السودان يُطلق مشروعين لبناء السلام بملايين الدولارات

أطلقت حكومة جنوب السودان، بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي واليونيسف، مشروعان رئيسيين لبناء السلام يهدفان إلى الحد من العنف المجتمعي وتعزيز القدرة على الصمود في المناطق المتضررة من النزاع.

من المتوقع أن تُمكّن هاتان المبادرتين، اللتين يمولهما صندوق الأمم المتحدة لبناء السلام والوكالة الكورية للتعاون الدولي، المجتمعات المحلية والشباب والنساء من المشاركة بفعالية في جهود السلام.

في كلمته خلال حفل إطلاق المروع بجوبا الأربعاء، أكد استيفن فار كول، وزير بناء السلام، على أهمية النهج المُركّز على المجتمع في تحقيق السلام المستدام.

وقال: “هذا المشروع بالغ الأهمية، ويأتي في وقته المناسب؛ لأنه يركز على المجتمع، يجب أن نتجاوز مجرد الحد من العنف، ونسعى إلى القضاء عليه تماما، ودورنا كقادة هو ضمان أمن وسلامة مجتمعاتنا”.

ويهدف المشروع الأول، بعنون “شراكات الحد من العنف المجتمعي مع مجتمعات نهري النيل الأبيض والسوباط”، إلى الحد من انعدام الأمن والاستقرار على طول ممر نهري النيل الأبيض والسوباط. بتمويل قدره أربعة ملايين دولار أمريكي، سيستمر المشروع لمدة 36 شهرا، ويركز على إعادة إدماج الشباب المتضررين من النزاع، وتحسين سبل العيش، وتعزيز التماسك الاجتماعي من خلال معالجة الصدمات النفسية والدعم النفسي والاجتماعي.

أما المشروع الثاني، بعنون “بناء السلام ومنع التطرف العنيف في شرق أفريقيا”، فيغطي جنوب السودان وكينيا والصومال. وبميزانية قدرها 4.8 مليون دولار أمريكي، يهدف المشروع إلى تعزيز مرونة المجتمع وتماسكه الاجتماعي، لا سيما بين الشباب والنساء، ومن المقرر تنفيذ المشروع في ولايات شرق الاستوائية، وواراب، وغرب بحر الغزال.

وأكد محمد أبشر، الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في جنوب السودان، على أهمية تضافر الجهود لمعالجة الأسباب الجذرية للعنف.

قال: “تؤكد هذه المشاريع التزامنا الجماعي بمعالجة الأسباب الجذرية للعنف، وتعزيز المصالحة، وضمان حصول المجتمعات المحلية، لا سيما الشباب والمقاتلين السابقين والنساء على الأدوات اللازمة لبناء مستقبل سلمي”.

وأضاف أن المشاريع ستعزز أيضا المشاركة الديمقراطية من خلال تهيئة الظروف الملائمة للعمليات الانتخابية السلمية، وتعزيز الآليات المحلية لمنع النزاعات وإدارتها، وشكر صندوق بناء السلام والوكالة الكورية للتعاون الدولي على دعمهما المتواصل.

وتابع “نود أن نشكر جميع المانحين وشركائنا على التزامهم المستمر بالسلام في جنوب السودان، وهذه المشاريع ملك لشعب جنوب السودان، وعلينا جميعا أن نعمل معا لإنجاحها”.

في تلك الأثناء، دعت فيا فيليب، وكيلة وزارة بناء السلام، المجتمعات المحلية إلى المشاركة في المشاريع.

وقالت “يهدف هذا المشروع إلى بناء القدرة على الصمود بين الشباب والنساء والقوات المنظمة، مع الحد من التحديات التي تشكلها نقاط التفتيش على طول النيل الأبيض ونهر السوباط، ويمثل اليوم خطوة مهمة نحو تحقيق السلام المستدام من خلال المشاركة المجتمعية”.

وسيركز المشروع أيضا على معالجة التطرف العنيف من خلال تعزيز التثقيف حول السلام، ومكافحة خطاب الكراهية، ودعم التمكين الاقتصادي للشباب والنساء.

وسيعالج مشروع صندوق بناء السلام أيضا دوافع الصراع من خلال أفكار مبتكرة وأدوات أفضل لإدارة العنف، وسيتم تعزيز الآليات المحلية لمنع الصراعات، بينما سيتلقى الشباب والنساء تدريبا على المهارات لتعزيز صمودهم ومشاركتهم في عمليات السلام.

وأكدت وزارة بناء السلام التزامها بالعمل مع منظمات المجتمع المدني والمجتمعات المحلية لضمان نجاح المشاريع.

وأكد الوزير فار “جوبا ليست جنوب السودان، جنوب السودان موجود، حيث يعيش شعبنا، ويجب أن نعمل مع القيادة التقليدية والشباب والنساء لتحقيق أهداف هذا المشروع”.

من المتوقع أن توفر هذه المبادرات فرصا اجتماعية واقتصادية، وتعافيا من الصدمات، ودعما للمصالحة، مما يساعد المجتمعات على أن تصبح أكثر اعتمادا على الذات وأكثر مرونة.

يأتي إطلاق هذه المشاريع في وقت حرج لجنوب السودان، حيث لا تزال البلاد تواجه تحديات تتعلق بالعنف المجتمعي وعدم الاستقرار.