اجتمع المبعوث الأمريكي الخاص بالسودان، توم بيريلو، بعدد من قادة المجتمع المدني السوداني والإعلاميين في العاصمة الكينية نيروبي، يوم الاثنين، لمناقشة سبل دعم محادثات مدينة جنيف السويسرية، التي كانت قد استضافتها في الثاني عشر من هذا الشهر.
كما تناول اللقاء بالعاصمة نيروبي سبل إنجاح وضمان مشاركة واسعة لمختلف مكونات المجتمع السوداني في العملية التفاوضية التي من المزمع عقدها أغسطس المقبل في مدينة جنيف السويسرية.
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية، قد كشفت الأسبوع الماضي، عن تقديم دعوة لطرفي القتال في السودان، للتفاوض حول وقف دائم لإطلاق النار، تستضيفها سويسرا.
وكشفت أن المفاوضات ستنطلق في الـ 14 من شهر أغسطس المقبل، بمشاركة عدد من الدول منها الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر، بالإضافة إلى الاتحاد الأفريقي الذين سيشاركون بوصفهم مراقبين، بما في ذلك الدول المشاركة.
وأكد المبعوث الأمريكي في تصريح لراديو تمازج ، على أهمية المشاركة الشاملة لجميع الأطراف السودانية، بما في ذلك المدنيين، في هذه المحادثات، مشيراً إلى أن ذلك هو السبيل لتحقيق تقدم ملموس.
وأضاف بيريلو أن هذه المحادثات لا يمكن أن تنجح دون الاستماع إلى آراء ومقترحات الشعب السوداني وتضمينها في أجندة المفاوضات دون استثناء.
أثارت المحادثات التي استضافتها و تستضيفها سويسرا، آراء متباينة بين المشاركين السودانيين في اللقاء مع المبعوث الأمريكي، ما بين مؤيد ومعارض.
من جهته أعرب الخبير في مجال السلام يوسف محمد أحمد ، عن أمله في أن تسفر المحادثات عن وقف شامل لإطلاق النار وأن تلقي استجابة إيجابية من طرفي النزاع، داعياً إلى ضرورة دعم الشعب السوداني المستمر للمحادثات المقبلة، سعياً لتحقيق سلام دائم وتعايش سلمي بين مكونات المجتمع، وفق ما قال لراديو تمازج.
من جانبها، أكدت المدافعة عن حقوق الإنسان ملاذ صالح، في حديث لراديو تمازج، على أهمية أن تخرج هذه المحادثات بتوصيات قابلة للتنفيذ على أرض الواقع بشكل سريع، مشيرة إلى تميزها عن الحوارات التحضيرية السابقة بدورها في نقل توقعات وآراء المجتمع السوداني إلى طاولة المفاوضات.
وفي السياق ذاته، رأى الناشط المدني محي الدين سليمان، أن هذه المحادثات قد تحدث فرقاً في العملية السياسية السودانية، مشيداً بجهود الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والدول الصديقة في الضغط على طرفي النزاع لتحقيق السلام.
ومع ذلك، حذر من أن الأطراف المتحاربة قد تعطي الأولوية للمكاسب العسكرية على حساب الاستقرار، مما قد يعقد الجهود المبذولة.
وبنبرة متشائمة، ترى مديرة تحرير صحيفة التغيير الإلكترونية، أمل محمد الحسن، أن هناك قلة اهتمام بالمحادثات المقبلة، خاصةً مع تردد الجيش في المشاركة وانتشار الدعوات الشعبية لمقاطعتها.
ورغم ذلك، تعتبرها آخر أمل للشعب السوداني لإنهاء الحرب التي أزهقت أرواح الملايين وتسببت في معاناة إنسانية هائلة، خصوصاً مع تفاقم الأوضاع بسبب الأمطار والافتقار إلى الخدمات الأساسية، مؤكدة على أهمية ضمان مشاركة المرأة في هذه المحادثات.
في سياق ذا صلة، عقد مجلس الأمن، الاثنين، جلسة مغلقة لمناقشة الأزمة السودانية بناءً على طلب المملكة المتحدة.
وبحسب ما أعلن الموقع الإلكتروني لمجلس الأمن، فإن المجلس استمع لكل من المبعوث الخاص للأمين العام للسودان، رمطان لعمامرة، ومديرة قسم التمويل والشراكات في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، ليزا دوجتن، تتناول الأزمة في السودان وسبل حماية المدنيين ودعوات التفاوض في جنيف.