تطورات سياسية: وزير بناء السلام يتولى الرئاسة المؤقتة خلفا لمشار “المعتقل”

صورة: استيفن فار كول - الرئيس الؤقت للحركة الشعبية في المعارضة - في مؤتمر اعلان إختياره - جوبا 9 أبريل 2025 - @راديو تمازج

اعلنت مجموعة من القيادات البارزة في الحركة الشعبية في المعارضة بقيادة الدكتور رياك مشار تينج، اليوم “الأربعاء” عن اختيار قيادة مؤقتة لتولي إدارة شؤون الحركة في الوقت الذي يخضع قائدهم تحت الإقامة الجبرية في جوبا.

سيتولى استيفن فار كول، منصب الرئيس المؤقت للحركة، حتى إطلاق سراح مشار من الإقامة الجبرية. ومع ذلك، قاطع كبار مسؤولي الحركة الشعبية لتحرير السودان في المعارضة إجتماع التأييد، بمن فيهم وزيرة الداخلية أنجلينا تينج والأمينة العامة رجينا كابا.

وأيدت الإجتماع الذي عقدة في جوبا “الاربعاء”، استيفن فار كول، وزير بناء السلام، ليكون رئيسا مؤقتا للحركة، ولاسوبو وانقو، وزير شؤون الفدرالية، نائبا مؤقتا للرئيس، وأقوك ماكور، أمينا عاما مؤقتا.

ويضم الفصيل الداعم لرئيس المؤقت للحركة وزير الشؤون الفدرالية لاسوبا وانغو، ورئيس مجلس الولايات دينق دينق أكون، ونائب وزير المالية السابق أقوك ماكور.

ويقول محللون إن هذه الخطوة المثيرة للجدل قد تؤدي إلى إقالة مشار من منصب النائب الأول للرئيس، وهو منصب مُنشأ بموجب المادة 1.7.2 من اتفاقية السلام المُنشطة لعام 2018.

من غير واضح حتى الآن، إذا كان القيادة الجديدة ستمضي قدما بالإطاحة برياك مشار، من منصب النائب الأول لرئيس الجمهورية. وتعيين بديل له.

ويُمثل هذا ثاني خلاف كبير داخل الحركة بقيادة مشار، حيث في يوليو 2016، حل كبير المفاوضين آنذاك، تعبان دينق قال، “نائب الرئيس حاليا”، محل مشار بعد اشتباكات دامية في جوبا.

في حديثه للصحفيين بعد الاجتماع. قال فار كول، إن المناقشات ركزت على التزامات السلام، ووضع نائب الرئيس أويت ناثانيال، وتشكيل قيادة مؤقتة في ظل احتجاز مشار.

وقال “تؤكد الحركة الشعبية لتحرير السودان في المعارضة، التزامها الراسخ بتنفيذ اتفاقية السلام المُنشطة، نصا وروحا، ونعتقد أن هذه الاتفاقية هي السبيل الوحيد لتحقيق سلام دائم ومصالحة بين مختلف فئات جنوب السودان”.

ودعا إلى الإفراج الفوري عن مشار، ووقف الاشتباكات العسكرية بين القوات الحكومية ومقاتلي الحركة الشعبية لتحرير السودان في المعارضة.

وقال “يدعو مجلس التحرير الوطني بإلحاح إلى الإفراج الفوري عن رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان في المعارضة، الدكتور رياك مشار تينج، وجميع الرفاق المعتقلين في أعقاب الاشتباكات الأخيرة في مدينة الناصر، والتي شارك فيها مدنيون مسلحون وقوات دفاع شعبية جنوب السودان”.

وأضاف “هذا الاعتقال يقوض مبادئ السلام والحوار الأساسية لتعافي الأمة”.

من اليسار: لاسوبا وانو واستيفن فار كول وأقوك ماكور – في اجتماع تشاوري – جوبا – @راديو تمازج

وتابع “تناشد قيادة الحركة الشعبية لتحرير السودان في المعارضة الأطراف المشاركة في الهجمات العسكرية المستمرة على تهيئة بيئة مواتية للحوار السلمي، ويجب أن يتوقف تقدم قوات دفاع شعب جنوب السودان نحو مقاطعة أولانق، وخاصة جهود إعادة الانتشار في الناصر، لإفساح المجال للحلول السياسية”.

وفيما يتعلق بناثانيال أويت، نائب رئيس الحركة “المختبئ”. قال فار كول، إن المجموعة المتمركزة في جوبا قطعت علاقاتها به.

وتابع: “انفصلنا عن ناثانيال أويت فيرينو، ونعتزم من الآن فصاعدا معاملته كنائب رئيس سابق، وينبع هذا القرار من وجود مقر الحركة الشعبية لتحرير السودان بالمعارضة في جوبا منذ تشكيل حكومة الوحدة الانتقالية، ولا يمكن أن يقود الحركة قادة منفيين ذاتيا، والقرارات تُتخذ في مواقع الحكومة، وليس عن بُعد”.

وأعلن كول، أن القيادة المؤقتة بقيادته رئيسا، ولوسوبا لودورو وونغو، نائبا مؤقتا، وأقوك ماكور كور، أمينا عاما مؤقتا.

عندما سُئل عما إذا كان القرار يتماشى مع اتفاق السلام لعام 2018، أم أنه يُعَدّ انقلابا، نفى كول هذا المزاعم. وقال “القرار يتماشى مع الاتفاق، ومجلس التحرير الوطني هو الهيئة التشريعية للحركة الشعبية لتحرير السودان في المعارضة، لذا فهو شرعي ودستوري”.

وأضاف: “هل هذا انقلاب؟ وانقلاب ضد من؟ سيبقى الدكتور رياك مشار تينج رئيسنا حتى انعقاد المؤتمر القادم، ولقد حللنا أزمة القيادة الناجمة عن اعتقاله وهروب قادة آخرين”.

يوم الاثنين، أصدر أويت ناثانيال، “نائب رئيس الحركة” قراراً بتعليق عضوية فار كول وثلاثة آخرين من الحركة، متهما إياهم بالتآمر مع الرئيس سلفا كير للإطاحة بمشار، ووصف كول هذا الإيقاف بأنه “نكتة العام”.

منذ اعتقال مشار، فرّ العديد من كبار أعضاء الحركة الشعبية لتحرير السودان في المعارضة، من البلاد أو اختبأوا. فيما تصاعدت التوترات بعد أن قام سلفاكير، بوضع مشار قيد الإقامة الجبرية في 26 مارس على خلفية الاشتباكات المسلحة الناصر بولاية أعالي النيل، أسفرت عن مقتل جنرال وعدد من الجنود.

ومع تعمق الخلاف بين “كير ومشار”، ينذر الوضع في جنوب السودان، من انزلاق البلاد إلى حرب أهلية مجددا وفقا للأمم المتحدة والبعثات الدبلوماسية في البلاد.

الأسبوع الماضي فشلت جهود دبلوماسية من الاتحاد الأفريقي لتوسط بين “كير ومشار”، لحل الخلاف، وعادت لجنة حكماء الاتحاد الأفريقي من جوبا، دون أن تلتقي مع مشار الذي قيد الإقامة الجبرية.

وفي نفس الأسبوع صرح مبعوث الرئيس الكيني إلى جوبا، رايلا أدوينقا، أن الرئيس سلفاكير، أخبره أن عليه مقابلة الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني، إذا كان يريد مقابلة رياك مشار.

الوضع السياسي والأمني في جنوب السودان، معقدة ويصعب التكهن بتطوراتها في ظل غياب الإرادة السياسية بين الأطراف لتنفيذ اتفاقية تسوية النزاع لعام 2018، لقرابة 8 سنوات. ومُدِّد الاتفاق مرات عديدة.