اندلعت اشتباكات مسلحة بين قوات الحركة الشعبية في المعارضة بقيادة رياك مشار، والقوات الحكومية الموالية للرئيس سلفاكير، في تونجة بمقاطعة فنياكانق بولاية أعالي النيل.
وفقا للمصادر المحلية اشتبكت القوات في مركز تدريب القوات الموحدة الضرورية في تونجة.
وقال دينق جوه انقوك، حاكم ولاية أعالي النيل بالإنابة، لراديو تمازج نهار اليوم “الأربعاء”، إن الاشتباكات بدأت في وقت متأخر من يوم الثلاثاء.
وأوضح أنه يُعتقد أن قوات الجيش الشعبي لتحرير السودان في المعارضة، التابعة للقوات الموحدة الضرورية، هاجمت زملاؤهم من قوات دفاع شعب جنوب السودان في معسكر التدريب في تونجة حوالي الساعة الحادية عشرة مساءً يوم الثلاثاء.
وقال إن التوترات تصاعدت بعد أن أمرت قيادة الفرقة الثانية لقوات دفاع شعب جنوب السودان، قواتها في تونجة بالانتقال إلى ملكال للتسليح. لكن الجيش الشعبي لتحرير السودان في المعارضة، حذر من أن أي انسحاب للقوات الحكومية من تونجة سيؤدي إلى القتال.
وتابع “الأسبوع الماضي، أمرت قيادة الفرقة الثانية لقوات دفاع شعب جنوب السودان، قواتها بمركز التدريب في تونجة، بالانتقال إلى ملكال للتسليح. لكن قوات الجيش الشعبي لتحرير السودان في المعارضة بالمعسكر، قالت بأنه في حال انسحاب قوات دفاع شعب جنوب السودان من تونجة إلى ملكال، فستُهَاجَم، وهذا ما حدث بالفعل”.
وقال المسؤول الحكومي، إن بعد الهجوم انسحبت قواتهم من المعسكر.
وأبان دينق جوه، وهو عضو حزب الحركة الشعبية لتحرير السودان، الذي يتزعمه الرئيس سلفا كير، ورئيس اللجنة الأمنية في ولاية أعالي النيل، إن التقارير الأولية تشير إلى مقتل جنديين على الأقل من قوات دفاع شعب جنوب السودان في تونجة، وفرار آخرين إلى جهة مجهولة.
وأفاد أيضا بوقوع هجوم على وحدة عسكرية حكومية متمركزة في وونكور، بالقرب من الحدود مع إدارية منطقة روينق.
وقال “انسحبت قواتنا من قوات دفاع شعب جنوب السودان من معسكر وونكور العسكري الموحد، صباح اليوم، ولا يزال مكان وجودها مجهولا بعد مغادرتها المعسكر، وهذه القوات جزء من القوات الموحدة الضرورية، لكن قوات الجيش الشعبي لتحرير السودان في المعارضة، بقيت في المعسكر”.
تقع مقاطعة فنيكانق في ولاية أعالي النيل. تحدها مقاطعة ماكال من الشمال الشرقي، ومقاطعة باليت من الشرق. كما تحدها إدارية فاريانق من الغرب، بولاية جونقلي في حدود مقاطعتي فانجاك وفيجي من الجنوب، والسودان من الشمال.
وفي سياق منفصل، انسحبت قوات الجيش الشعبي لتحرير السودان في المعارضة، من معسكر واد جوك لتدريب القوات، جنوب غرب ملكال، صباح الأربعاء.
وقال نائب الحاكم “إن معسكر واد جوك مخصص لقوات الجيش الشعبي لتحرير السودان في المعارضة، وليس للقوات الموحدة، وأن المعلومات التي تلقوا تفيد بأن قوات المعارضة، انسحبت من المعسكر صباح اليوم الأربعاء إلى جهة مجهولة”.
لم يتسنَّ لراديو تمازج الاتصال بقيادة الحركة الشعبية في المعارضة، للتعليق فورا.
شهدت ولاية أعالي النيل توترات أمنية متصاعدة عقب استيلاء الجيش الأبيض، على ثكنة عسكرية في الناصر، مما أسفر عن مقتل قائد الجيش الحكومي في الناصر.
وتطوراً للأحدث في جنوب السودان، أُبلغ عن اشتباكات بين قوات الحركة الشعبية لتحرير السودان في المعارضة، وقوات دفاع شعب جنوب السودان في مركز رجاف لتدريب القوات صباح اليوم الأربعاء، بعد يوم من قصف جوي على معسكر وونليت واندلاع قتال في مركز رامبور غرب العاصمة جوبا.
وتحذر المجتمع الدولي والإقليمي والمحلي، من أن جنوب السودان على شفا حرب أهلية؛ بسبب تصاعد التوترات الأمنية، وتطالب أطراف الاتفاقية “الرئيس سلفاكير، ونائبه الأول رياك مشار”، على تهدئة الأوضاع الأمنية.
الأسبوع الماضي أعلنت البعثات الأجنبية في جنوب السودان، إنها مستعدة لتسهيل حوار بين “كير ومشار” لحل الخلافات السياسية لتجنب إنزلاق البلاد إلى الحرب مجددا، لكن ليس هناك مستجدات جديدة بشأن الاجتماع.
تخضع قيادات عسكرية وسياسية من حركة رياك مشار، لإقامات جبرية، فيما تم اعتقال آخرون على رأسهم رئيس أركان جيشه ووزير النفط، منذ بداية الأزمة الأمنية في الناصر بين الجيش الحكومي الموالية للرئيس سلفاكير، وشباب نوير المسلحين “الجيش الأبيض”، والتي تقول الحكومة إنهم يدعمون رياك مشار.