استثمرت زوجة الرئيس سالفا كير في مصنع لتعبئة المياه في حاضرة جنوب السودان يملكها احد أغنى رجال الأعمال في البلاد، حاكم ولاية شمال بحر الغزال السابق والعضو السابق بحزب المؤتمر الوطني قرنق دينق أقوير.
وتعد العلاقة التجارية بين أسرة كير والسياسي السابق بحزب المؤتمر الوطني وصاحب الولاء السابق للرئيس السوداني عمر البشير هي واحدة من عدة اتصالات بين كير ومؤسسات القطاع الخاص التي كشف عنها راديو تمازج في سلسة التحقيقات الحصرية التي نشرها.
وتأخذ شركة يانيوم للمياه المعدنية والمشروبات الغازية اسمها من بحيرة يانيوم التي تقع بالقرب من مسقط رأس الرئيس كير منطقة أكون بولاية واراب. وترأس الرئيس سلفا كير افتتاح المصنع في نوفمبر عام 2008، برفقة فرقة عسكرية. وبعد افتتاحه وظف المصنع 24 موظفا وكان ينتج حوالي 12 ألف قارورة مياه مقياس 600 ملم يوميا، بحسب تقرير لقورتونق في 2009.
والشركة هي جزء من مجموعة شركات ألوك المملوكة جزئيا لقرنق دينق أقوير، الذي كان حاكما لولاية شمال بحر الغزال قبل اتفاق السلام الشامل عام 2005.
وقال مصدر على دراية بخلفية الشركة فضل عدم الكشف عن هويته أن ميري أيان حرم سلفا كير قامت بشراء حصة 25% من أسهم المصنع عندما تم تأسيسها في عام 2008، لكنها سحبت اسهمها في وقت لاحق في 2010.
وربما أدي انسحاب السيدة الأولى إلى التأثير سلبا على أداء الشركة. وأكدت مصادر ان الشركة لم تعد تعمل حاليا.
وفي مقابلة الشهر الماضي، قال احد العاملين في مقر الشركة في سوق كونجكونجو بالقرب من النيل ان الشركة قد توقف انتاجها منذ نحو عام. وقال ان الشركة قد عانت من نقصا في العملة الصعبة وتزويد مولدات الكهرباء بالوقود.
واضاف: “الشركة لا تعمل منذ ما يقرب من عام، وهذا يرجع إلى الأزمة في البلاد، وكذلك النقص في الحصول على الدولار والوقود اللازم لتشغيل المولدات هو أيضا مشكلة كبيرة بالنسبة لنا”.
ومع ذلك، وفقا لمصدر آخر، فإن النقص في الدولار كان عاملا في اغلاق المصنع ولكن ليس هو السبب الرئيسي، الذي قال انه كان عدم وجود إدارة قوية. وزعم أن هنالك شريك مصري ساهم في سقوط المصنع والإختفاء بمبلغ كبير من المال في ظروف غامضة.
واكد قرنق دينق اقوير إغلاق المصنع عندما تم الاتصال به هاتفيا حيث قال إن الأسباب كانت إدارية، لكنه لم يوضح أكثر من ذلك. ولم يكن راغبا في مناقشة هذه المسألة.
وقد اشتغلت ثلاث من شركات قرنق دينق على الاقل كموردين للمؤسسات الحكومية الرئيسية في جنوب السودان، بما في ذلك شركة يانيوم مجموعة راك ميديا للطباعة والإعلان.
وفي موقعها الالكتروني وضعت شركة راك ميديا مكتب رئيس الجمهورية كأول عميل لها. وفي سياق منفصل قال موظف لشركة يانيوم في مقطع فيديو نشر على موقع يوتيوب في 2011 أن قارورات مياه ظهرت في الفيديو جرى توصيلها كانت لـ “عشاء رئيس الجمهورية”.