خلال السنة المالية 2012/2013 حتى تم خفض الإنفاق على الخدمات العامة
ورواتب الخدمة المدنية، وفقا لوثائق مالية نشرتها وزارة المالية .
وذهبت بعض من المدفوعات لتشييد الطرق خلال هذه الفترة إلى شركة مرتبطة
بالرئيس سالفاكير، وهي شركة (ABMC) للإنشاءات الهندسية. وذكر راديو تمازج
في وقت سابق أن الرئيس كير استفاد من عمليات شركة (ABMC) في مزرعته
بمنطقة لوري بولاية الاستوائية الوسطى، كما تربطه علاقات أخرى بالشركة
عبر أحد المقربين له.
وكانت حكومة جنوب السودان قد أمرت شركات النفط بالإغلاق في يناير 2012.
وقد أجبرت غياب عائدات النفط الحكومة على تطبيق إجراءات تقشفية خلال
السنة المالية 2012/2013 واقتراض ملايين الدولارات من الجهات الأجنبية
المانحة للقروض. ولكن على الرغم من الإجراءات التقشفية، تجاوز الإنفاق
الحكومي على تشييد الطرق.
وتظهر التقارير المالية الفصلية التي تصدرها وزارة المالية أيضا أن
الإنفاق على تشييد الطرق كان واحدا من النفقات الرأسمالية الوحيدة
للحكومة خلال فترة ايقاف انتاج النفط. وفي تقرير تنفيذ الموازنة العامة
في الربع الثالث للسنة المالية 2012/2013 لاحظت وزارة المالية “تواصل
العمل على بعض مشاريع تشييد الطرق الحيوية والتي لم تدرج في الميزانية”.
وأضاف التقرير: ” استمر الإنفاق على تشييد الطرق ذات الأولوية على الرغم
من عدم توفر وجود ميزانية لها. وتجاوز الإنفاق على قطاع البنية التحتية
216 مليون جنيه حتى الآن”.
وبحلول نهاية العام، بلغ مجموع الإنفاق من قبل وزارة الطرق والجسور 333
مليون جنيه، أي أكثر خمسة عشر أضعاف الميزانية المخصصة لها.
وكشفت وزارة المالية في تقرير تنفيذ الميزانية للربع الرابع للسنة
المالية 2012/2013 بأن الحكومة تجاوزت انفقاها للموازنة العامة بشكل كبير
(في مجال التمويل، ‘يعني الإنفاق الرأسمالي النفقات المستخدمة للاستثمار
في الأصول المادية أو تحسين البنية التحتية).
وحسبما ذكرت الوزارة فإن الجزء الأكبر من هذا الإنفاق المفرط كان في مجال
الاستثمارات في البنية التحتية حيث أنفقت وزارة الطرق والجسور 333 مليون
جنيه بدلا من 22 مليون المخصصة في الميزانية. وتم انفاق 100 مليون جنيه
دون اتباع الإجراءات القانونية الواجبة.
وينص الجدول 9 في التقرير نفسه “الجهات الأكثر إنفاقا” على أن وزارة
الطرق والجسور أنفقت 333 مليون جنيه مقارنة 22 مليون جنيه المنصوص عليها
في الموازنة، أي بنسبة 1513% من الميزانية المخصصة.
وخلال نفس الفترة تم تخفيض التحويلات الحكومية إلى مستويات أقل من
الميزانية بسبب التقشف.
وعلاوة على الإنفاق على الطرق الذي تواصل في السنة المالية 2013/2014
“تجاوز الإنفاق الرأسمالي المبلغ المرصود في الميزانية في الربع الأول
على الرغم من التقشف وكان الجزء الأكبر من الاسراف في الانفاق على
الاستثمار في قطاع البنية التحتية، حيث انفقت وزارة الطرق والجسور 72
مليون جنيه بدلا من 5,5 مليون جنيه”، حسبما ذكرت الوزارة.
وأثر نقص التمويل خلال الفترة نفسها على الإنفاق على الخدمات الإجتماعية
، أما على المستوى القطاعي كان هنالك اسراف في الإنفاق على الأمن
والإدارة العامة وقطاع البنية التحتية، ونظرا للقيود المالية التي تواجه
الحكومة فإن هذا قد جاء على حساب الإنفاق على القطاعات الأخرى.
وكشفت الوزارة أن نسبة الميزانية التي تم تنفيذها كانت قليلة لوزارة
الصحة والوظائف الاقتصادية والقطاعات الاجتماعية والانسانية.
عدم اتباع الإجراءات القانونية
وكانت بعض المبالغ التي دفعت لشركات الطرق لم تكن بشكل منتظم، وفقا
لوثائق وزارة المالية.
وجاء في تقرير تنفيذ الربع الثاني للميزانية للسنة المالية 2012/2013 “تم
دفع مبالغ مقابل تشييد طرق للشركات مرتين فقط وبلغت جملتها 40 مليون جنيه
حيث تم دفعها خارج عمليات الدفع العادية التي تمولها قروض من البنوك
التجارية”.
ولم يذكر التقرير ماهي الشركة التي تلقت هذه المدفوعات.
وبالمثل، يقول تقرير الربع الرابع للموزانة إنه “تم إنفاق 100 مليون جنيه
من قبل “وزارة الطرق والجسور” دون اتباع الإجراءات القانونية الواجبة.
وفي مكالمة هاتفية مع راديو تمازج، رفض المدير العام لوزارة المالية
فيليب أجاك إعطاء المزيد من المعلومات حول هذا التقارير، بينما اعترف بأن
وزارة المالية كانت لديها سجلات عن الإنفاق من قبل وزارة الطرق، ولكنه
رفض الافصاح عن سبب تجاوز إنفاق الوزارة لميزانيتها.
وقال: “سلطات الطرق تتحدث بالنيابة عن نفسها هي”.