أدانت قيادة تحالف الشعب المتحد “الثلاثاء”، بشدة ما وصفته بالعقاب الجماعي الذي تمارسه حكومة جنوب السودان على سكان أعالي النيل.
تحالف الشعب المتحد، هو تحالف يضم تحالف حركات المعارضة في جنوب السودان “سوما”، وجماعات المعارضة الأخرى المشاركة في محادثات السلام التي ترعاها الحكومة الكينية في نيروبي، وقد تأسس في يناير. جمع التحالف قواته تحت قيادة واحدة، وعُيّن قائد الحركة الشعبية لتحرير السودان- الأصل، الجنرال فاقان أموم أوكيج، رئيسا له وقائدا عاما.
مساء الأحد الماضي، تعرضت مدينة الناصر في ولاية أعالي النيل بجنوب السودان لقصف جوي من قوات دفاع شعب جنوب السودان باستخدام قنابل حارقة، مما تسبب في سقوط ضحايا مدنيين واندلاع حرائق. وفي وقت لاحق، أفادت السلطات المحلية بمقتل 21 مدنيا، بينهم امرأتان وطفلان.
وألقى السكان المحليون باللوم في الهجوم على المدنيين على قوات دفاع شعب جنوب السودان والجيش الأوغندي الذي انتشر في جنوب السودان لدعمهم. كما استهدفت الهجمات الجوية التي شنتها الجيش والقوات الأوغندية مناطق أخرى في لونقشوك في ولاية أعالي النيل وأكوبو في جونقلي.
وجاء في بيان بتوقيع لوال داو، الأمين العام والمتحدث الرسمي باسم تحالف الشعب المتحد، إنه يحث النشطاء السياسيين ونشطاء المجتمع المدني بالاحتجاج على استخدام الحكومة للقوات الأجنبية لقمع شعب جنوب السودان وإعادة البلاد إلى الحرب.
وورد في البيان “إن هذا الشكل من العقاب الجماعي، حيث تُدمر قرى وممتلكات بأكملها بسبب أفعال قلة، بغض النظر عن تأثيره على الأطفال والنساء وكبار السن، أمر مروع ومقلق، ويرقى في نهاية الأمر إلى مستوى الإبادة الجماعية، فهو لا يُظهر فقط أن جنوب السودان يفتقر إلى حكومة شرعية وجيش وطني، بل إنه يلجأ أيضا إلى القوات الأجنبية لتنفيذ أجندته الإبادة الجماعية”.
ويضيف “للأسف، يُحكم جنوب السودان بلطجية ذوو توجهات قبلية، يعتقدون أنهم قادرون على الإفلات من العقاب، إنهم يُدمرون البلاد بلا خجل ودون ندم، غافلين تماما عن أن قراراتهم تُنثر بذور القبلية والكراهية ودوامة العنف في جيل قادتنا الشباب”.
وقال “لقد حان الوقت لشركاء السلام والمنطقة والمجتمع الدولي أن يُقرّوا بمرارة بأن اتفاقية السلام الشامل قد انهارت، ولا يُمكن إحياؤها، وكلما أسرعنا في إدراك ذلك، زادت فرص إيجاد السلام والحلول الدائمة للصراعات في جنوب السودان”.
ودعا التحالف إلى الوقف الفوري للتدمير المُحكم لأرواح وممتلكات سكان أعالي النيل الذي تُنفذه “ما يُسمى بالحكومة وبلطجيتها وأتباعها”.
وأضاف “نطالب حركات المعارضة والشباب بالامتناع من المشاركة في هذه الأنشطة الإجرامية، والانضمام إلى التحالف الشعب المتحد في إيجاد حلول دائمة لصراع يُهدد بإعادة البلاد إلى حرب شاملة”. ونحثّ النشطاء السياسيين ونشطاء المجتمع المدني على مواصلة الاحتجاج ضد استخدام الحكومة للقوات الأجنبية لقمع الشعب وإعادة البلاد إلى الحرب، ونجدد دعوتنا إلى الإفراج الفوري عن النائب الأول للرئيس، الدكتور رياك مشار، من الاعتقال، وإطلاق سراح جميع كبار أعضاء الحركة الشعبية في المعارضة المعتقلين، على نحو غير قانوني بموجب قانون الأمن الوطني.
ودعا التحالف الإقليم والمجتمع الدولي إلى التضامن مع شعب جنوب السودان في هذه الأوقات العصيبة.