تجميد المساعدات الأمريكية يؤثر على برامج مكافحة الإيدز بجنوب السودان

أثارت منظمة تمكين المرأة الإيجابية الوطنية المتحدة، وهي شبكة تمثل الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية “الإيدز” في جنوب السودان، ناقوس الخطر بشأن تعليق إدارة ترامب للمساعدات الخارجية الأمريكية لمدة 90 يوما، محذرة من أن ذلك قد يعرض حياة ما يقرب من 200 ألف، فرد يعتمدون على برامج علاج فيروس نقص المناعة البشرية للخطر.

في مؤتمر صحفي عقد في جوبا يوم “الاثنين”، سلطت المديرة التنفيذية لمنظمة تمكين المرأة الإيجابية الوطنية، إيفلين ليتيو أونزي، الضوء على التأثير الشديد لتجميد التمويل على المبادرات الحاسمة التي تدعمها خطة الرئيس الأمريكي الطارئة للإغاثة من الإيدز.

وقالت إن جنوب السودان، الذي يقدر عدد المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية بنحو 200 ألف شخص، يعتمد بشكل كبير على المساعدات الدولية لإدارة الوباء والحد منه. وأن مساهمات خطة الرئيس الأمريكي للإغاثة من الإيدز محورية في ضمان الوصول إلى خدمات العلاج والرعاية المنقذة للحياة.

منذ الإعلان عن التعليق، كشفت أونزي أن ما يقرب من 1500 شخص في خمس ولايات لم يحصلوا على أدوية العلاج في مواعيدها.

وقالت: “في هذا الوقت القصير، حرم نحو 1500 شخص من الحصول على أدويتهم في مواعيدهم، مما أدى إلى انقطاع الرعاية الطبية، وهذا يعني أنهم لم يعودوا ملتزمين بأنظمة العلاج”.

كما أدى تجميد التمويل إلى تسريح العاملين في مجال التوعية المجتمعية الذين يلعبون دورا حاسما في تقديم العلاجات وجمع عينات الحمل الفيروسي وتقديم المشورة بشأن الالتزام، غالبا في المناطق النائية التي تبعد 25 كيلومترا عن المراكز الصحية.

وناشدت صناع السياسات في الولايات المتحدة، على إعادة النظر في تعليق المساعدات، مؤكدة على العواقب الوخيمة على الصحة العامة.

وقالت “نحث صناع السياسات الأميركيين على إعطاء الأولوية لبرامج رعاية المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية والوقاية منها وعلاجها”.

وأضافت “إن الدعم المستدام أمر بالغ الأهمية لحماية صحة الملايين والحفاظ على التقدم المحرز على مدى العقود الماضية في بلد حيث البنية التحتية للرعاية الصحية هشة ويظل فيروس نقص المناعة البشرية يشكل تحديا كبيرا”.

ووفقا لها، فإن 70٪ من تمويل المنظمة يأتي من PEPFAR، ودعت حكومة جنوب السودان إلى التدخل وملء الفجوة التي خلفها تعليق المساعدات الأجنبية.

وقالت “هذا نداء استيقاظ لحكومتنا لتقليل الاعتماد على المساعدات الأجنبية واتخاذ إجراءات فورية لمعالجة هذا العجز، ونحث الحكومة على ضخ المزيد من الأموال المحلية في مكافحة فيروس نقص المناعة البشرية لتعزيز الخدمات الصحية وضمان رفاهة مواطنيها”.

وشددت على ضرورة أن تتحمل الحكومة مسؤولية أكبر عن صحة شعبها. وأضافت “هناك حاجة للحكومة للسيطرة الكاملة على حياة مواطنيها من خلال تحسين المراكز الصحية وتوفير حزم علاجية شاملة وتحسين ظروف المعيشة لدافعي الضرائب”.

وقد أثار تعليق المساعدات الأميركية مخاوف بين المدافعين عن الصحة، الذين يخشون أن يؤدي ذلك إلى عكس مسار سنوات من التقدم في مكافحة فيروس نقص المناعة البشرية في جنوب السودان، حيث تظل أنظمة الرعاية الصحية متخلفة وعرضة للصدمات الخارجية.