أحدث المؤتمر التحاوري للقوى السياسية السودانية، الذي انعقد بالعاصمة المصرية القاهرة في الفترة من (6_7) والذي ضم عدد من الفصائل السودانية ردود فعل سودانية واسعة ومتباينة.
وكانت الخارجية المصرية قد نظمت مؤتمراً سياسياً دعت إليه عدد من القوى السياسية السودانية أبرزها حزب الأمة القومي والاتحادي الديمقراطي وحركات الكفاح المسلح وشخصيات سودانية.
وكان المؤتمر قد اختتم فعاليته “الأحد” ببيان ختامي تضمن عدداً من النقاط الأساسية المرتبطة بالأزمة السودانية.
وذكر البيان الذي تلاه عبد المحمود أبو، الأمين العام لهيئة شئون الأنصار، ووقع عليه عدد من المشاركين، أن حرب الخامس عشر من أكتوبر تمثل علامة فارقة وتاريخ جديد يلزم كل سوداني النظر والمراجعة الدقيقة للمواقف السابقة.
كما أدان المؤتمر كل الانتهاكات التي ارتكبت في الحرب الدائرة معتبراً أنها مؤشر حيوي للتفكير في إعادة التأسيس الشامل للدولة السودانية.
وطالب المؤتمر الدول والجهات الداعمة لأطراف الحرب بالتوقف عن إشعال المزيد من نيرانها.
ورفضت عدد من الأطراف المشاركة التوقيع على البيان الختامي احتجاجا على عدم شمولية البيان لعدد من القضايا.
وذكر مني أركو مناوي، رئيس حركة تحرير السودان، وحاكم إقليم دارفور، أن عدم توقيعهم على البيان كان بسبب أنه لم يتضمن ملاحظاتهم المتمثلة في إدانة انتهاكات قوات الدعم السريع.
من جهته أصدر الحزب الجمهوري، أحد أطراف تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم” انتقادات حادة للطريقة التي تمت بها الدعوة للمؤتمر، واصفاً تلك الطريقة بالدكتاتورية.
واعتبر الحزب الجمهوري أن غياب الأطراف العسكرية لايؤهل المؤتمر لمناقشة توصيل المساعدات الإنسانية.
كما اعتبر الحزب الجمهوري أن مصر غير مؤهلة إلي لعب أي دور محوري لحل الأزمة السودانية نتيجة “لتآمرها على الثورة السودانية”.
من جانبه أعلن الحزب الشيوعي السوداني، عدم اعترافه بما تضمنه البيان الختامي للمؤتمر واصفا المؤتمر بأنه “ديكورياً”.
وكانت عدد من القوى السياسية والحركات المسلحة غابت عن المؤتمر، ومن أبرز الغائبين الحركة الشعبية لتحرير السودان قيادة الحلو، والحركة الشعبية التيار الثوري الديمقراطي، والتي يتزعمها ياسر عرمان.
المحلل السياسي السوداني، حاتم أيوب أبو الحسن ـ يرى أن المؤتمر كان بمثابة منظار استكشاف لمواقف القوى السياسية السودانية، استباقا للمؤتمر التأسيسي لـ “تقدم” الذي انعقد في أديس أبابا في مايو الماضي.
وأشار ابوالحسن أن البيان أحدث شرخا داخل الكتلة الديمقراطية، بعد انقسام المواقف داخلها، معتبرا أن تقدم كسبت نقاط سياسية ودبلوماسية جديدة بكسب الموقف المصري.