أكد مسؤول رفيع في جنوب السودان، تأجيل ورشة عمل نظمتها وزارة الشؤون الفيدرالية في البلاد، لمناقشة دور الحكومات المحلية في النظام الفيدرالي بسبب “مشاكل فنية”.
كان من المقرر أن تبدأ الورشة صباح اليوم “الأربعاء” في العاصمة جوبا، بالتعاون مع الوكالة اليابانية للتعاون الدولي “جايكا”، ومنظمات أخرى. وكان الهدف منها استكشاف كيفية عمل الحكومات المحلية في ظل هيكل فيدرالي، وهو نظام يقسم السلطة بين السلطات الوطنية والإقليمية.
وقال لاسوبا وانقو، وزير الشؤون الفيدرالية في جنوب السودان، لراديو تمازج، أن قرار تأجيل الورشة جاء بناءً على طلب من مسؤولي الأمن.
وتابع “كانت هناك مشاكل نشأت، وطلب الفريق الأمني بتأجيلها إلى موعد آخر”. وقال: “ننسق الآن مع جايكا لإعادة جدولة الفعالية في أقرب وقت ممكن”.
وأكد وانقو، على أهمية ورشة العمل، مشيرا إلى أنها جزء من جهود أوسع لصياغة دستور دائم لجنوب السودان. وأضاف أن الوزارة تخطط لتنظيم مؤتمر وطني حول الفيدرالية عقب ورشة العمل.
وكان من المتوقع أن يفتتح الفعالية رسميا النائب الأول للرئيس الدكتور رياك مشار.
وأفادت مصادر لراديو تمازج، أن جهاز الأمن الوطني طلب بعدم عقد ورشة العمل يوم الأربعاء، مشيرا إلى مخاوف لم يحددها.
وقال المصدر: “قال جهاز الأمن الوطني إن اليوم غير مناسب، وأنه يجب عقد ورشة العمل في يوم آخر”.
ويأتي هذا التأجيل في ظل تصاعد التوترات السياسية في جنوب السودان. ففي الأسبوع الماضي، أسفرت اشتباكات في مدينة الناصر بولاية أعالي النيل بين القوات الموالية للرئيس سلفا كير والقوات الموالية للدكتور مشار، عن مقتل عدة أشخاص، من بينهم قائد عسكري رفيع.
ردا على ذلك، اعتقلت إدارة الرئيس كير، عددا من حلفاء الدكتور مشار، بمن فيهم وزير النفط وكبار المسؤولين العسكريين. وأثارت هذه التطورات مخاوف بشأن استقرار اتفاق السلام لعام 2018، الذي أنهى حربا أهلية استمرت خمس سنوات بين الفصيلين.
لا تزال الفيدرالية قضية خلافية في جنوب السودان، حيث تدور نقاشات حول كيفية تقاسم السلطة والموارد بين الحكومة المركزية والسلطات المحلية. وقد اعتُبرت ورشة العمل المؤجلة خطوة أساسية في دفع هذه المناقشات، التي تُعد بالغة الأهمية للعملية الدستورية في البلاد.
لم يُعلن عن موعد جديد لورشة العمل.