دعت بعثة الأمم المتحدة المستقلة لتقصي الحقائق في السودان المجتمع الدولي إلى تكثيف الجهود بشكل عاجل لإنهاء الحرب في البلاد، مشيرة إلى أنها وثقت أنماطًا مقلقة من انتهاكات حقوق الإنسان الجسيمة خلال مهمتها التي استمرت ثلاثة أسابيع في دولة تشاد المجاور.
وبحسب بيان من البعثة، تلقى راديو تمازج نسخة منه الأربعاء، زارت بعثة تقصي الحقائق تشاد في الفترة من 30 يونيو إلى 18 يوليو، حيث التقت بضحايا وناجين من النزاع في السودان وكذلك بأعضاء من المجتمع المدني السوداني والمجتمع الدبلوماسي وفريق الأمم المتحدة .
تنقلت البعثة في مناطق شرق تشاد، بما في ذلك مناطق أدري وفارشانا وأبشي.
لفتت البعثة إلى الجهود الكبيرة التي بذلتها السلطات التشادية وكيانات الأمم المتحدة وكذلك الجهات الإنسانية ، لكنها أشارت إلى أن الاحتياجات تتجاوز الدعم المتاح.
وقال محمد شندي عثمان، رئيس بعثة تقصي الحقائق، في البيان، “هذه الأزمة تتطلب دعم المجتمع الدولي ككل، كيانات الأمم المتحدة والمجموعات الإنسانية في حاجة ماسة إلى مزيد من الدعم المالي وغيره لضمان وصول اللاجئين السودانيين والعائدين التشاديين إلى المرافق الأساسية، بما في ذلك التغذية والاحتياجات الصحية والرعاية الصحية والتعليم”..
كما دعت البعثة المجتمع الدولي إلى تعزيز الدعم الإنساني للمجتمعات التشادية التي تستضيف اللاجئين، مشيرة إلى الضغط الهائل الذي يتعرضون له.
وتستضيف مدينة أدري الحدودية التشادية وحدها أكثر من مئتين ألف لاجئ سوداني، وفقاً لبيانات البعثة.
وقالت البعثة إن اللاجئين قدموا شهادات عن أعمال قتل مروعة، وعنف جنسي بما في ذلك الاغتصاب الجماعي، والاحتجاز التعسفي، والتعذيب، والاختفاء القسري، والنهب، وحرق المنازل، واستخدام الأطفال كجنود، لافتة إلى أن العديد من الانتهاكات تستهدف بشكل خاص المهنيين مثل المحامين والمدافعين عن حقوق الإنسان والمعلمين والأطباء.
وقالت عضوة البعثة الخبيرة جوي نغوزي إزيلو: “أعبر عن إعجابي بشجاعة العديد من الأرامل اللواتي التقينا بهن في المخيمات.”.
وأضافت “لا يستحق أحد أن يمر بتجارب قاسية كهذه تغير حياته”، لافتة إلى أن النساء، بالإضافة إلى فقدان أزواجهن وشركائهن، يتحملن وحدهن مسؤولية إطعام وتعليم ورعاية أطفالهن ، بينما يفقدن منازلهن ووسائل معيشتهم، مؤكدة على حاجتهم الماسة إلى الدعم.
وقالت عضوة البعثة الخبيرة منى رشماوي: “كان من المحبط سماع شهادات ضحايا العنف الجنسي”.
وأضافت “يبدو أن هذا العنف يحدث أثناء فرار النساء والفتيات”.