أدت نشوب الخلافات السياسية والعسكرية إلى انقسام كبير داخل الحركة والجيش الشعبي لتحرير السودان في المعارضة ،مما دفع قائد المجموعة ريك مشار لإعفاء اثنين من كبار قادته.
حيث تم اعفاء اثنين من القادة وهما بيتر قديت، الذي سبق أن اصبح قائد الحركة الأعلى في ولاية الوحدة، و قاتهوث قاتكوث، الذي أصبح “الحاكم العسكري” في ولاية أعالي النيل قبل شغله منصب رفيع في القيادة العسكرية للمتمردين بمنطقة فاقاك.
لم يتسنى لراديو تمازج تأكيد مكان وجودهما حالياً. كما انه من غير الواضح أيضاً في هذه المرحلة ما إذا كانت أعداد كبيرة من القوات المتمردة ستتبعهما، وحدوث انشقاق داخل قوات الجيش الشعبي في المعارضة على أرض الواقع.
وفقا لمرسوم وقعه مشار بتاريخ 21 يوليو ،تم اعفاء اللواء بيتر قديت من منصبه نائبا لرئيس هيئة الأركان للعمليات. في مرسوم منفصل تم تعيين اللواء جيمس كوانق في مكانه. تم إعفاء اللواء قاتهوث قاتكوث من منصب نائب رئيس هيئة الأركان للخدمات اللوجستية.
في وقت سابق، رفض اللواء قاتهوث “اتفاقية أروشا” لتوحيد حزب الحركة الشعبية الحاكم – وهي مبادرة يدعمها مشار. وفي مؤتمر فاقاك للمتمردين في العام الماضي وصف قاتهوث الحزب الحاكم ب “الدموي الذي ذبح شعبه،وخسر الشعبية، والرؤية، والتوجه، ولذلك سوف لن يوحد أعضائه وأمة جنوب السودان بأسرها .”
ومن جانبه، علق المتحدث الرسمي باسم الحركة الشعبية في المعارضة مبيور قرنق على انشقاق الجنرالين قائلاً “لا ينبغي أن يكون مصدر خوف لأعضاء الحركة … وهذا أمر طبيعى في أي ثورة.”
وأضاف: “يجب على الأعضاء اليقظة والتركيز على وساطة الإيقاد الموسعة التي هي أفضل وسيلة لتغيير الوضع الراهن في البلاد وتحقيق السلام المستدام”.
وأكد مبيور لاذاعة صوت أمريكا أن “السلام بات وشيكا الآن وهذا هو المكان الذي نضع تركيزنا علىه … في نهاية المطاف سنكون جميعا في جوبا”.
و من ناحية اخرى ، قال لول رواي ، المتحدث العسكري السابق لمشار والذي انضم للحكومة قبل عدة أشهر أنه هناك “فوضى” داخل معسكر مشار، وتوقع تفكك الحركة.
قال لول “لقد بدأ معسكر ريك يتفكك بشكل جدي من الداخل. رأيته يأتي متخذا التحرك الصحيح. لقد أثبت ريك مرة أخرى أنه ليس قادرعلى قيادة حركة تمرد. الحركة والجيش الشعبي في المعارضة عبارة عن سفينة غارقة “.
بينما قالت كاسيه كوبلاند ، وهي محللة لدى المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات أن إقالة الجنرالات نابعة من خلافات حول أهداف الحركة بجانب “التحرك المتزايد نحو الانتماء للحركة الشعبية.”
مشيرة إلى أن العديد من الجنرالات الغاضبون خدموا خلال الحرب السابقة مع فصيل قوات دفاع جنوب السودان وليس الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان. وقد وقع مشار على المبادرة المعروفة باسم ” عملية أروشا” وذلك لإعادة توحيد الحركة الشعبية مع الحركة الشعبية جناح سلفاكير.
وقالت “بينما تقوم الايغاد الموسعة بوضع اللمسات الأخيرة على تفاصيل اتفاق السلام في اديس ابابا السؤال هو، أذا كانت عناصر قوات دفاع جنوب السودان السابقة في الحركة المعارضة ستتبع مشار”.
وقال مراقب آخر، وهو عضو في الحركة الشعبية المعارضة ، أن قاتهوث قاتكوث وبيتر قديت كانا يخططان لتكوين حركة خاصة بهما، وسماها بـــ”حركة استقلال النوير.”
وأضاف ان “الهدف من الانشقاق هو ردهما على اتفاق السلام المرتقب الذي يقودها الإيغاد، فلم يعجبهما هذه الاتفاقية، ويفضلان مواصلة القتال”.
وشدد بالقول أن الحركة الشعبية في المعارضة “ليست حركة للنوير،انما لجميع مواطني جنوب السودان وأي قرار يؤدي إلى تقسيم الأمة لن نسمح به”.
ومن المقرر أن يشارك مشار ومفاوضيه في محادثات السلام في أديس أبابا هذا الشهر. وقد اقترحت الكتلة الإقليمية لدول شرق أفريقيا (إيغاد) اتفاق سلام بين ريك مشار وسلفا كير من أجل إحلال السلام في جنوب السودان.