انطلاق ورشة عمل “علاج الصدمات” في واو

بدأت يوم الاثنين في مقاطعة واو بولاية غرب بحر الغزال، ورشة تدريبية لمدة خمسة أيام حول علاج الصدمات والدعم النفسي والاجتماعي، يستهدف 30 مشاركًا.

تهدف الورشة إلى تعزيز المرونة والتماسك الاجتماعي داخل المجتمع مع معالجة القضايا الحرجة مثل الانتحار والجرائم الأخرى المتعلقة بالعنف، كما يسعى إلى معالجة الأنشطة التي تؤدي أحيانًا إلى العنف بسبب تحديات الصحة العقلية، وخاصة بين الشباب.

وقال وليم مدوت ، مدير مشروع “سمارد”، لراديو تمازج، أن التدريب مخصص للأفراد الأكثر تضررًا من الصراع المستمر والعائدين من السودان.

وأضاف “نجري تدريبًا للمتطوعين المجتمعيين في مقاطعة واو، واجه جنوب السودان عنفًا شديدًا منذ عام 2012، وكانت ولاية غرب بحر الغزال إحدى أكثر الولايات تضررًا”.

وأكد أن الصدمات المرتبطة بالعنف، بما في ذلك الموت والإصابة وفقدان الممتلكات والعنف الجنسي، تترك ندوبًا عاطفية دائمة، مما يخلق تحديات كبيرة في الصحة العقلية للأفراد المتضررين. وأشار إلى أن “هذه القضايا تترك الناس مع جروح في قلوبهم وعقولهم، مما يؤدي إلى الصدمة”.

وأوضح مدوت أيضًا أن حكومة اليابان، بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بدأت هذا المشروع لتقديم الدعم لعلاج الصدمات داخل المجتمعات. 

أعرب العديد من المشاركين عن امتنانهم للتدريب، مشيرين إلى أنه ساعدهم على فهم الأسباب الجذرية للقضايا المتعلقة بالصدمات، مثل الانتحار والسلوك المدمر، في مجتمعاتهم.

وأكدت جوليا ألبرتو إيليا، إحدى المشاركات، على أهمية التدريب. قائلة “هذا التدريب مهم للجميع؛ لأنه يوضح لماذا يتورط الناس في مواقف الصدمة، وإنها ستساعد على الحد” من الجرائم المتعلقة بالانتحار، حيث ينتحر العديد من الشباب لأسباب غير معروفة. كما يتجول الأطفال في الشوارع دون فهم السبب”.

وأضافت إيليا أن الورشة قدمت رؤى قيمة لمساعدة أولئك الذين يعانون من تحديات الصحة العقلية. وقالت “في هذه الأيام الخمسة من التدريب، سنتعلم كيفية التواصل مع الأفراد الذين يعانون مشاكل عقلية، أو يعانون ضائقة نفسية”.

كما شارك، أنتوني جافكانا دانيال، أحد المشاركين تجربته. وقال “أنا ممتن للغاية لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي والمنظمة المحلية لتنظيم هذا التدريب. وآمل أنه بحلول نهاية هذه الورشة، سنكون قادرين على مداواة الجروح في قلوب الآخرين”.

وذكر دانيال أيضًا أن التدريب ساعده شخصيًا في التغلب على صدمته. وأضاف “قبل التدريب، كنت غير سعيد بنفسي. لكن الآن، بدأت في إيجاد طريقة للخروج من الصدمة التي كنت أعانيها”.

وحث المجتمع على أن يكون أكثر انتباهاً لأولئك الذين يعانون من الصدمات وأشار إلى أن “العديد من الأشخاص في الشوارع يتحدثون مع أنفسهم، مما يدل على تأثرهم بالصدمة. 

وقال “نحن بحاجة إلى التكاتف كمجتمع ومساعدة أولئك الذين يعانون”.

يتم تنفيذ هذا المشروع من قبل وزارات التضامن من أجل المصالحة والتنمية في أفريقيا، بدعم من مشروع السلام والتماسك المجتمعي التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وحكومة اليابان.