انطلق في مقاطعة نهر ياي بولاية الاستوائية الوسطى، الحوار المدني العسكري الذي يهدف إلى تعزيز العلاقات بين السكان المدنيين المحليين والقوات النظامية في مناطق؛ لوقو، بيساك، مينيوري، جانسوك، وغيرها.
ويتم تنظيم هذا الحوار من قبل منظمة تمكين المجتمع من أجل التقدم (سيبو) بالشراكة مع عدد الشركاء من ضمنها منظمة الهجرة الدولية، منظمة ويتكير، بعثة الأمم المتحدة بجنوب السودان وغيرها.
ويسعى الحوار إلى معالجة التحديات الرئيسية التي تعيق التعايش السلمي بين العسكريين والمدنيين في المنطقة.
وأكد أسقف أبرشية ياي كاثوليكية ليفي ماراندولو، في كلمته الافتتاحية، على أهمية الحوار باعتباره مساحة يمكن فيها للمدنيين والعسكريين مناقشة القضايا الحاسمة التي تؤثر على مجتمعاتهم بشكل علني والعمل على تحقيق حلول عملية.
وقال الأسقف ماراندولو “نحن مجتمعون هنا كجنوب سودانيين لمواجهة تحدياتنا المشتركة، يعلمنا الكتاب المقدس أنه بغض النظر عن مدى صعوبة القضايا، إذا تعاملنا معها بالحب والوحدة والروح الجماعية، يمكننا حلها دون تدخل خارجي. نحن نؤمن بأن جنوب السودان قادر على حل مشاكلنا وبناء السلام الدائم”.
من جانبه دعا سلطان منطقة مينيوري، أبيل سبت، السكان المحليين إلى التعبير عن مخاوفهم بشأن العلاقات المدنية العسكرية، مشددًا على أنه من حقهم رفع المظالم والمشاركة في مناقشات مفتوحة.
وقال سبت “يسعدني أن أكون جزءًا من هذا الحوار حيث يمكننا معالجة التحديات التي نواجهها بشكل علني، للمدنيين الحق في التعبير عن إحباطاتهم بشأن المعاناة على أيدي الجيش. نحن هنا مع القيادة العسكرية لتحديد هذه القضايا وإيجاد حلول لتعزيز علاقتنا”.
من جهته، حث قائد قوات دفاع شعب جنوب السودان في مقاطعة نهر ياي اللواء جون لوال طون، على الشفافية والتعاون بين الجيش والسكان المدنيين، بخاصة في ضوء التمرد المستمر في البلاد.
وأوضح أن المتمردين غالباً ما يختبئون بين المدنيين، مما يعقد الجهود الأمنية ويسبب صعوبات للسكان المحليين.
وقال اللواء طون “علينا أن نتصدى للتحديات بين أولئك الذين يحموننا وأولئك الذين نحميهم. غالباً ما يختبئ المتمردون بين المدنيين، وعندما تحدث اشتباكات، يفشل المدنيون أحياناً في الإبلاغ عن وجودهم. وهذا يؤدي إلى الإضرار بالمجتمع. ومن المهم أن نبني الثقة والتعاون بين العسكريين والمدنيين”.
بينما سلط المدير التنفيذي لمقاطعة نهر ياي جيلي إزبون، الذي تحدث نيابة عن محافظ المقاطعة، الضوء على الحاجة إلى التعاون، وشدد على ضرورة إعطاء الأولوية للحلول المحلية.
وحث إزبون قائلاً “دعونا نعمل معًا، ويجب على المدنيين والعسكريين بناء علاقة جيدة مع بعضهم البعض. وقبل كل شيء، يجب علينا أن نتعاون مع حكومتنا. إذا كانت هناك مشكلات، فليست هناك حاجة لإشراك سياسيين خارجيين – يمكن العثور على الحلول هنا في ياي. أبواب الجهات المعنية مفتوحة دائما. ولكي يكون هناك حوار ناجح، علينا أن نواجه الحقيقة”.
وسيستمر الحوار، الذي يضم مسؤولين حكوميين وكبار القادة العسكريين ورؤساء الوحدات الإدارية الأربعة والزعماء المحليين والزعماء الدينيين وممثلي المجموعات الشبابية والنسائية، لمدة ثلاثة أيام.
ومن المتوقع أن يؤدي إلى قرارات رئيسية تهدف إلى تحسين التعاون والتفاهم بين الجيش والسكان المدنيين.