قالت جماعات المعارضة التي تتفاوض مع حكومة الوحدة الوطنية الانتقالية في جنوب السودان في محادثات السلام التي أطلق عليها اسم مبادرة تومايني (الأمل) التي تتوسط فيها الحكومة الكينية وتستضيفها نيروبي، إن الوفد الحكومي المشكل حديثاً لم يحضر إلى المحادثات كما وعد.
وفي أعقاب زيارة الرئيس الكيني وليم روتو، إلى جوبا، في 6 نوفمبر الحالي، قام الرئيس سلفا كير ميارديت بإعادة تشكيل وفد الحكومة إلى محادثات تومايني للسلام.
وأكد كبير الوسطاء في عملية المحادثات رفيعة المستوى الجنرال لازاروس سومبيوو، يوم الخميس، استئناف المحادثات في 18 نوفمبر بعد فشل الوفد الحكومي في الحضور في 11 نوفمبر.
وقال الأمين العام والمتحدث الرسمي باسم تحالف المعارضة المعروفة بسوما لوال داو، “في الأسبوع الماضي، تلقى تحالف حركات المعارضة في جنوب السودان (سوما) وجماعات المعارضة الأخرى الدعوة الثانية لاستئناف مبادرة تومايني للسلام يوم الاثنين 18 نوفمبر 2024. ومع ذلك، فشلت حكومة جنوب السودان، كما كان متوقعًا، في الحضور”.
وأوضح داو في بيان صحفي يوم الاثنين “في حين استجابت المعارضة وأصحاب المصلحة والمراقبون الإقليميون والدوليون للدعوة. يُظهر هذا الهروب المتكرر للحكومة الانتقالية ندرة الإرادة السياسية لإنقاذ الدولة من الانهيار الوشيك والتفكك التام الناتج عن فشلها في تنفيذ اتفاقيتها الخاصة، اتفاقية تسوية النزاع بجنوب السودان المنشط على مدى السنوات الست الماضية”.
وأضاف داو “يظهر هذا الموقف بوضوح عدم حساسية الحكومة تجاه محنة شعب جنوب السودان. والمثال على ذلك هو فشل الحكومة الانتقالية في دفع رواتب موظفي الخدمة المدنية والجيش والقوات المنظمة الأخرى لأكثر من عام نتيجة للفساد المستشري”.
وذكر المتحدث باسم المعارضة، أنه كلما تلقت الحكومة أموالاً مخصصة لدفع الرواتب، غالباً ما يتم تحويلها ونهبها من قبل العصابات، مشيراً إلى أن الحكومة لا تهتم بتأثر السكان بأسوأ كارثة إنسانية، والفيضانات، والعنف الطائفي المستمر، وانعدام الأمن المتفشي، على حد تعبيره.
وتابع داو “مما يثير استياءنا أن الحكومة الانتقالية قامت بتغيير وفدها بعد التفاوض والموافقة على تومايني. ويتألف الوفد الجديد إلى حد كبير من عناصر مناهضة لتومايني، وبهذا، فمن الواضح أن الحكومة تتراجع عن التوافق حول تومايني الذي تفاوضت عليه”.
ومضى بالقول “هذا يظهر نقص خطير في الإرادة وعدم الرغبة في استكمال عملية السلام في تومايني. وهذا يفسر سبب فشل الحكومة في حضور التوقيع على توافق تومايني في 16 سبتمبر 2024 على النحو المتفق عليه بين الأطراف وأصحاب المصلحة. ولا تزال المعارضة وأصحاب المصلحة على طاولة المفاوضات، وينتظرون بفارغ الصبر عودة الوفد الحكومي والتوقيع على توافق تومايني على النحو المتفق عليه”.
من جانبه، قال نائب رئيس البرلمان القومي بجنوب السودان، والقيادي في تحالف الأحزاب السياسية الأخرى لراديو تمازج، إن مبادرة تومايني تسير بشكل جيد، مشيراً إلى أن الرئيس كير شكل، وفد حكومي جديد الأسبوع الماضي، وبعث رسالة إلى الرئيس الكيني وليم روتو حول التطورات.
ونفى كون، الشائعات حول عدم امتلاك الحكومة للأموال لإرسال وفدها إلى نيروبي لإجراء المحادثات.
وأبان “هذه كلها أكاذيب والحكومة والبرلمان يعملان على توفير المال والوفد يقوم بالتحضيرات اللازمة”.
وأضاف كون “كحزب المعارضة ليس لدينا مشكلة مع مبادرة تومايني ونحن من أجل السلام ولدينا أشخاص سيذهبون ويحضرون محادثات السلام”.
وحول تقاسم السلطة، قال كون أن تحالف الأحزاب السياسية الأخرى حصل على 8% من المناصب في إتفاقية السلام المنشطة لعام 2018، مبيناً أنهم ليس لديهم أي أشخاص في الجماعات الرافضة لذلك لن يضطرون إلى التخلي عن أي من مقاعدهم، على قوله.
وأبان كون “باقان أموم موجود مع المعتقلين السابقين الممثلين في حكومة الوحدة الوطنية ولهم نائب رئيس ووزيران وعشرة أعضاء في البرلمان. وإذا عاد، فسوف يجد منصبًا، الجنرال توماس سيريلو لديه تمثيل في تحالف المعارضة في جنوب السودان (سوا) وليس لديهم أي مشكلة. لقد حصل الجنرال فول ملونق أوان على أموال من الرئيس للذهاب إلى نيروبي لتلقي العلاج، وعندما يعود سيجد مكانه في حزب الحركة الشعبية لتحرير السودان”.
وتابع “الجنرال استيفن بواي سيتم أيضًا استيعابه، والشخص الآخر هو سايمون قاتويج، وسيجد مكانه بالحركة الشعبية في المعارضة، لذلك نحن كتحالف الأحزاب السياسية الأخرى، ليس لدينا مجموعة رافضة، وسنرحب بهؤلاء الأشخاص ليأتوا وينضموا إلى أحزابهم”.
وذكر كون، أن الاتفاق الذي سيتم التوصل إليه في نيروبي سيكون ملحقًا لاتفاق السلام لعام 2018، وأن الأطراف المشاركة في المحادثات ستذهب إلى جوبا، وتنضم إلى مجموعاتها السياسية التي ستتنافس بعد ذلك في الانتخابات في ديسمبر 2026.
واختتم كون قائلاً “سيكون الوفد الحكومي في نيروبي خلال الأسبوع إن شاء الله، ورسالتي إلى المجموعات الرافضة هي الحضور والانضمام إلى تنفيذ السلام في جنوب السودان”.