قصف الطيران العسكري التابع للقوات المسلحة عاصمة غرب دارفور مدينة الجنينة بالبراميل المتفجرة في الساعات الأولى من صباح الأحد.
وأدى القصف إلى مقتل الفتاة سامية الشريف توم، وأصيب عشرة آخرون، تتراوح إصاباتهم ما بين خطيرة ومستقرة، كما تسبب القصف في تدمير عشرات المنازل تدميراً كاملاً.
وقال الناشط المدني، جدو محمد، في تصريح لراديو تمازج ، إن الطيران الحربي أسقط عدد ثلاثة براميل متفجرة في الاتجاه الشمالي للمدينة، مما أدى إلى تدمير بعض المنازل في حي الشاطئ.
وأضاف أن الغارات نتج عنها مقتل المواطنة سامية شريف (19 عام) وأصيب كل من أشقائها عبدالله وآدم، بالإضافة إلى إصابة المواطنين صالح آدم وزهراء جمعة .
وأشار محمد إلى سقوط عدد من البراميل في حي الجبل، لافتاً إلى أنه لم يتم حصر الخسائر بعد في حي الجبل.
وأدان جدو الغارات التي وصفها بـ “السلوك غير الإنساني” متهماً الجيش باستهداف المواطنين العزّل.
وقال المواطن، بابكر ادم، لراديو تمازج، إن الغارات أحدثت دماراً في المنازل المجاورة لجامعة الجنينة.
واعتبر اسحق توم، وهو عم المواطنة سامية (19 عام) التي لقيت حتفها جراء القصف، في حديثه لراديو تمازج، أنه لا ذنب لهم كمدنيين عزّل حتى يقوم الطيران الحربي بقصفهم، مشيراً إلى أن القصف تسبب في إصابة عشرة مواطنين، بالإضافة إلى مقتل ابنة أخيه.
وقال المواطن، محمد آدم، أحد المجاورين لمنزل الفتاة التي لقيت حتفها، لراديو تمازج، أن شظايا البراميل المتفجرة، طالت غرفة أبنائه بالمنزل، ما تسبب في إصابة طفله وزوجته بإصابات وصفها بـ الخفيفة.
ولفت آدم إلى تضرر أكبر وقع على منازل مجاورة له، من ضمنها منزل القتيلة، موضحاً أنه عقب هدوء الأوضاع، ذهبوا إلى منزل الضحية سامية، فوجدوا سيدة كبيرة السن وطفلوقد “دفنا” تماماً نتيجة للدمار الذي أحدثه القصف، بالإضافة إلى عثورهم على القتيلة سامية وقد فارقت الحياة.
وأوضح أن الطفل المصاب هو ابن القتيلة، وقد قاموا بنقله للمستشفى لتلقي العلاج مع ستة آخرين.
وفي سياق آخر، قال الأمير حافظ تاج الدين، نائب رئيس المكتب التنفيذي للإدارة الأهلية بالولاية، لراديو تمازج، أن الولاية شهدت استقراراً كبيراً في الفترات الماضية، موضحاً أن المواطنين قد قاموا بالشروع في الزراعة، خصوصاً أن فصل الخريف هذا العام يبشر بمستوى عالٍ من الأمطار.
واعتبر تاج الدين، أن القصف الذي نفذه الجيش، الأحد، هدد هذا الاستقرار، وأدخل الرعب في نفوس المواطنين ، مشيرا إلى أن القصف أحدث أضراراً كبيرة من قتل وإصابات وسط المواطنين وتدمير منازلهم.
وقال حافظ أن الطيران الحربي لم يحدث أن استهدف أهدافاً عسكرية، وأن كل أهدافه تتمثل في أعيان مدنية مما تسبب في ضرر كبير للمواطنين .
وأضاف “نقول لمن يقصفنا نحن مواطنون عاديون لا ناقة لنا ولا جمل في الحرب الدائرة”.
ويرى حافظ أن الطيران يستهدف بشكلٍ خاص ولايات دارفور من بين ولايات السودان الاخرى، مناشداً الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بالتدخل لإيجاد حل لحماية المدنيين.
وطال القصف كل من أحياء المدنيين والنسيم والشام وحي خرطوم جديد، والتي تقع على بعد من المقار العسكرية لقوات الدعم السريع التي تسيطر على المدينة.