عبر طبيب يعمل مع الصليب الأحمر الدولية في جنوب السودان، عن مخاوفه من وفاة مئات الأشخاص نتيجة لأعمال العنف المسلح في إقليم جونقلي الكبرى بين المجتمعات المحلية.
ويشهد إقليم جونقلى الكبرى، منذ مطلع هذا العام قتالاً عنيفاً بين المجتمعات المحلية، بدوافع نهب الماشية او الإنتقام على جرائم سابقة.
وقال وولدي قبريال، وهو طبيب يقود فريق اللجنة الدولية للصليب الأحمر في جونقلي، في بيان نشرته اللجنة الدولية يوم الخميس، إنه منذ وصوله الى جونقلي، شهد فريقه انفجارين رئيسيين للعنف المسلح، وأن الجولة الثالثة من أعمال العنف قد تؤدي مرة أخرى إلى وفاة المئات وتشريد الآلاف وتدمير المنازل والمحاصيل الزراعية.
وأبان قبريال، أن التقارير المتوفرة لدي فريقه الطبي، تشير إلى حرق "القطاطي" في القرى بعد الإشتباكات، بجانب تحركات الشباب المسلحين لشن المزيد من الهجمات.
وتابع "خوفنا هو أنه إذا رأينا القتال يندلع إلى المستوى الذي رأيناه على مدى الأشهر القليلة الماضية، فقد يتم فقدان المزيد من الأرواح ليس فقط في العنف نفسه، ولكن لأننا غير قادرين على نقل المصابين بنفس القدرات السابقة".
وأوضح قبريال، أن أعمال العنف المأساوية في شهري فبراير ومايو الماضيين في جونقلي، تركت كبار السن والنساء والأطفال يتحملون معاناة القتال.
واشار الى انه في شهر مايو، قام الفريق الطبي للصليب الأحمر، بتقديم خدمات العلاج للمصابين تحت الأشجار بسبب عدم وجود مساحة داخل المبنى وأن حالات الجرحى كانت مزرية.
وتابع "لايمكننا تقديم العلاج لجميع المرضى في مرافقنا بجوبا واكوبو، نقوم فقط بفرز واختيار المرضى الذين يستوفون المعايير التي وضعها الأطباء بسبب الوضع الأمني".
واضاف "أنه شعور مؤسف رؤية مجتمعات تنزلق بشكل لا يرحم نحو العنف الذي لا يبدو ان هناك أحد يرغب او قادر على منعه، بالرغم من الموت والإصابات والدمار بسبب القتال".
وقال الطبيب، إنه بالرغم من الخطوات الإيجابية في عملية السلام بجنوب السودان، ينزلق ولاية جونقلي الى إنعدام الأمن بدلاً من جلب السلام لـ "العائلات والمجتمعات" التي في أمس الحاجة إليه.
وزاد "نحن كعاملين في المجال الإنساني لدينا في نهاية المطاف حدود فيما يمكننا قوله وفعله للحفاظ على الحياة ويجب أن تتوقف هذه عمليات العنف المسلح".