الصحف السودانية ما بين الخضوع لمطالب جهاز الامن او المصادرة

​يواصل جهاز الأمن السودانى سياسة ” الخطوط الحمراء ” حيث يرسل تحذيراته للصحافة السودانية، بعدم التناول الصحفى لقضايا يعتبرها ” خطوط حمراء”، ومنها – مؤخراً – عدم تسمية وباء الكوليرا الذى ضرب مناطق كثيرة من البلاد.

يواصل جهاز الأمن السودانى سياسة " الخطود الحمراء " حيث يرسل تحذيراته للصحافة السودانية، بعدم التناول الصحفى لقضايا يعتبرها " خطوط حمراء"، ومنها – مؤخراً – عدم تسمية وباء الكوليرا الذى ضرب مناطق كثيرة من البلاد، بما فى ذلك ولاية النيل الأبيض و التى انتقلت منها الكوليرا إلى العاصمة السودانية الخرطوم، حيث سُجّلت أكثر من عشرين حالة بينها وفيات فى مستشفى أمدرمان.  

قال صحفيون سودانيون لـ(راديو تمازج ) أنّ صُحفهم تلقّت تهديدات أمنية بالمصادرة، مالم تلتزم بالتسمية الرسمية التى تعتمدها وزارة الصحة، وهى " الإسهالات المائية "، بدلاً عن (( الكوليرا)) والتى أكّد الأطباء انتشارها كحالة وبائية فى قرى ومدن ولاية النيل الأبيض، وانتقالها لولاية الخرطوم.

وأكّدت المعلومات الواصلة وجود حالات حرجة و حدوث وفيات، تُشير لأعدادها المتزايدة، وسائط الميديا الإجتماعية، بسبب منع جهاز الامن الصحافة من نشرها، وفى ولاية النيل الأبيض، اتسعت رقعة الإصابة بالكوليرا لتشمل مدن وقرى عديدة منها عسلاية والدويم وكوستى وربك والجزيرة ابا والقطينة وشبشة وغيرها من المناطق، و قد واصل انتشار الوباء مدّه، حتّى وصل ولاية الخرطوم، فيما نفى وزير الصحة الولائى بولاية الخرطوم د. مامون حميدة حدوث وفيات فى مستشفيات العاصمة، الأمر الذى يؤكّده أطباء عاملون – ومصادر طبية – فى عدد من المستشفيات بالخرطوم وأمدرمان. من جهتها طالبت نقابة الأطباء الشرعية المعروفة بإسم " لجنة أطباء السودان المركزية " الدولة بإلإعلان رسمياً عن الكوليرا، فى السودان، حتّى يتمكّن العالم من تقديم الدعم الطبى اللازم،   

والمعروف ان الكوليرا قد ضربت فى العام المنصرم ، مناطق مُتفرقة فى ولاية النيل الأزرق، مما ادى لوفاء المئات من المرضى، قبل وصولهم للمستشفيات فى مدينتى الروصيرص والدمازين، دون أن تُعلن الحكومة السودانية عنها، وقد أكّد الأطباء وقتها وصول حالات لهما، وبموجبها سُجّلت وفيات،ولكن هذه المرّة اتسعت رقعة الوباء، وزادت أعداد الوفيات، بصورة كبيرة.