أعربت حكومة جنوب السودان يوم الجمعة، عن إحباطها إزاء فشل الأمم المتحدة من مغادرة مقرها في تومبينق بالقرب من مطار جوبا، على الرغم من التحذيرات العديدة.
تأتي الخطوة في أعقاب أحدث تقرير أصدرته مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في جنوب السودان يوم الجمعة الماضي، والذي دعا القادة السياسيين في البلاد إلى معالجة الإفلات من العقاب والفساد اللذين يغذيان الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، ويعرضان الانتقال السياسي في البلاد للخطر.
وقال التقرير إن تحقيقاته في عام 2024 حددت نفس أنماط الانتهاكات الجسيمة في نفس المواقع والتي غالبًا ما تورط فيه نفس المسؤولين والعسكريين.
وردًا على التقرير، قال وزير الإعلام والمتحدث باسم الحكومة في جنوب السودان، مايكل مكوي لويث، إن التقرير جاء نتيجة لخلاف مع الأمم المتحدة بشأن قاعدتها بالقرب من المطار، والتي تريد الحكومة من الأمم المتحدة إخلاء المكان ولكنها رفضت.
ومضي مكوي “لدينا صراع مع الأمم المتحدة هنا؛ لأننا أخبرنا الأمم المتحدة أن المكان الذي تشغلونه نحتاجه لسببين، جزء منه ينتمي إلى أفراد، والجزء الآخر ينتمي إلى المطار، ونحن نقوم بتوسيع المطار لذا يرجى الخروج من هذا المكان”.
وقال إن الأزمة بين الحكومة والأمم المتحدة هي التي أدت إلى فرض عقوبات على مسؤولين بما في ذلك نفسه.
وأضاف مكوي “تذكر الأزمة التي كنا فيها معهم بشأن قضية إذاعة مرايا إف إم، كنا في أزمة حقيقية، وهذا أحد الأسباب التي أدت إلى فرض عقوبات عليّ، لقد أصررت حتى سجلت إذاعة مرايا إف إم، ولكن كان هناك تعنت أيضًا، لقد رفضوا قائلين لا، نحن لن نسجل نحن الأمم المتحدة، قلت ما هي الأمم المتحدة، وكان عليهم أن يرسلوا إليّ وفدًا من المحامين من أمريكا ليأتوا ويهددوني، لقد رفضت وأصررت حتى وافقوا في النهاية على التسجيل، والآن هم يفعلون ذلك”.
وأوضح الناطق باسم حكومة جنوب السودان أنه في الاتفاق الأولي، كان من المفترض أن يتم تسليم راديو مرايا المملوك للأمم المتحدة إلى الحكومة بعد الاستقلال في عام 2011 وهو ما فشلت الأمم المتحدة في الوفاء به.
وتابع “ورغم أن إذاعة مرايا هذه من المفترض أن تكون لنا وفقًا للاتفاقية، فإن هذا أحد الأشياء التي سنطالبهم بها أيضًا، لأنه بعد الاستقلال من المفترض أن تكون إذاعة مرايا هذه ملكاً لحكومة جنوب السودان، لكننا تركناها لهم والآن أصبحوا متشددين”.
وشدد أن على بعثة الأمم المتحدة الخروج من تومبينق ، كاشفاً انهم تلقوا التحذير اللازم من وزارة الخارجية، ومضي “هذا هو السبب الذي جعلهم يكتبون هذا التقرير، ويعتقدون أنهم قادرون على تهديدنا”.