سحبت الحكومات المانحة تمويل الطائرة المستأجرة لزعيم المتمردين في جنوب السودان رياك مشار للعودة إلى جوبا عاصمة جنوب السودان، بعد أسبوع فقط من تأجيل رحلته بسبب مطالب جديدة في الدقائق الأخيرة من عودته.
وفشلت حكومة جنوب السودان والمعارضة المسلحة في الالتزام بالموعد النهائي المتفق عليه يوم السبت حسب مقترح المفوضية المشتركة للرصد والتقييم لعودة مشار إلى جوبا، حيث كان من المقرر أن يؤدي اليمين الدستورية كنائب أول للرئيس وفقاً لأحكام اتفاق السلام الذي وقع في العام الماضي.
والقت السفارة البريطانية في جوبا اللوم على حكومة جنوب السودان على التأخير، قائلة إن الحكومة رفضت إصدار ترخيص لعودة مشار والوفد المرافق له ظهر يوم السبت.
وكان جهاز الأمن الوطني في جنوب السودان قد أصدر خطاباً بالفعل يوم السبت ومنح تصاريح للرحلات الجوية اليوم الإثنين، قائلاً أن صيانة المطار وتأخير الاتصالات من الجانب الإثيوبي وراء تأخير عودة مشار.
مع ذلك، أشارت السفارة البريطانية أن هناك أيضاً نقص في التحضير لوصول مشار إلى جوبا اليوم الإثنين.
وقالت السفارة” كان هناك مذيد من القصور في العمل لهبوط الطائرة يوم 25 ابريل نيسان. ونتيجة لهذا التدخل، فإن الموعد الذي جاء في مقترح الشركاء الدوليين ومفوضية الرصد كحل وسط فشل”.
وقال دونالد بوث، الدبلوماسي الأمريكي، الأحد، “هذه هي المرة الثالثة هذا الأسبوع لإحباط خطط عودة مشار … من جانب واحد أو آخر”.
وقال بوث لوكالة فرانس برس”مشار أحبط المحاولات الأولى بإصراره في اللحظات الأخيرة بجلب قوات أمنية إضافية وأسلحة ثقيلة أخرى – آر بي جي – معه … ثم بالأمس أغلقت الحكومة المطار”.
من جانبه، قال إيزيكيل لول قاتكوث، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في المعارضة المسلحة أمس أن عودة مشار تأخر بسبب سحب الولايات المتحدة لتمويل الطائرة المستأجرة من قامبيلا.
وقال قاتكوث بحسب ما نقلت عنه وكالة أنباء بلومبرج في إثيوبيا. “بالتأكيد العودة قيد الإنتظار ما لم نحصل على شخص آخر يمكن أن يتطوع للمساعدة في نقل النائب الأول للرئيس”.
وصرح السفير الكندي في جنوب السودان نيكولاس كوغلان أن ليس هناك شيئاً يمنع الحركة الشعبية في المعارضة أو حكومة جنوب السودان من استئجار طائرة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية جون كيربي إن على الرغم من كل الجهود المبذولة من قبل الدول المجاورة لجنوب السودان، والترويكا و بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان، والصين، والاتحاد الأفريقي، والإتحاد الأوروبي، وخاصة دعاة السلام في جنوب السودان، فقد منعت القادة من الجانبين التقدم المحرز.
مشيراً إلى أن حكومة الولايات المتحدة أصيبت بـ”خيبة أمل” بسبب الفشل المستمر من حكومة جنوب السودان والحركة الشعبية في المعارضة لتشكيل حكومة انتقالية للوحدة الوطنية.