وقعت حكومة جنوب السودان وفصيل تحالف الحركات المعارضة في جنوب السودان "سوما" ، بقيادة الجنرال فول ملونق و فاقان أموم ، على اتفاق "إعلان المبادئ" ، بعد أربعة أيام من المناقشات المكثفة في مدينية نيفاشا ، الكينية.
وقال الطرفان إن الوثيقة الموقعة تحت رعاية مجتمع القديس ايقديو الكاثوليكي راعي المفاوضات ، بالتنسيق مع الحكومة الكينية والمنظمات الإقليمية والمجتمع الدولي ، ستشكل الأساس لحوار سياسي لاحق يهدف إلى حل الأسباب الجذرية للصراع في جنوب السودان.
ووقع الطرفان على اتفاقاً مكون من " 15" نقطة ، أبرزها قضية كيفية إدارة الأراضي ، ومحاربة سياسة الانقسامية ، و الدستور ، والفيدرالية ، والحكم الرشيد ، وسيادة القانون ، والإدارة السليمة للموارد الدولة ، والتأهيل المهني لأجهزة إنفاذ القانون ، وإصلاح الخدمة العامة ، بجانب قضايا الأخرى.
وقال الدكتور برنابا مريال بنجامين ، الناطق باسم الوفد الحكومي المفاوض في تصريحات عقب التوقيع: "الوثيقة تحتوي على مبادئ ستقودنا إلى عملية سلام نهائي ، لقد استغرق الأمر منا يومين لمناقشة هذه الوثيقة ويسعدني أن أقول هذا اليوم أننا اتفقنا أخيراً بشكل ودي للغاية".
وقال فاقان أموم ، رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان – الأصل ، في تصريح صحفي ، أن عملية السلام الجارية في نيفاشا ، ستقود إلى سلام شامل ومستدام في جنوب السودان.
وتابع: "سيسمح لشعبنا بإعادة تاسيس حياتهم ، لقد تعرضوا للكثير من المعاناة على مدى سنوات عديدة خلال نضالنا وفي الوقت الذي كانت فيه جنوب السودان تحت سيطرة قوى آخرى ، وللأسف بعد الاستقلال أخضعنا البلاد لحروب أدت إلى نزوح الكثير من شعبنا .. حان الوقت الآن للسلام".
وجدد أموم ، التزام الأطراف بالحل السلمي للنزاعات ، قائلاً: "إن كل هذه المبادئ تتفق معنا على بناء دولة ديمقراطية حديثة ، قادرة على بناء أمة تقوم على احترام التنوع ، تجمع جميع أبناء شعبنا في الوحدة ، ونبني أمة من أصل 64 قبيلة ، ولكي يعيشوا في السلام والوئام ، هذا ما اتفقنا عليه وسيكون هذا الأساس لمزيد من المناقشات في الجولة المقبلة من المحادثات".
من جانبه ، قال الجنرال فول ملونق اوان ، رئيس جبهة جنوب السودان المتحدة ، أن وثيقة "إعلان المبادئ" جزء من الجهود لتحقيق السلام المستدام للأجيال القادمة.
وأضاف: "لقد ناقشنا واتفقنا على أننا نريد جنوب السودان ، يعيش فيه جميع المجتمعات في السلام ، ونحن نعمل على هذه القضايا لأننا سوف نرحل ، وسيأتي أشخاص آخرون ، لذلك نريد أن نترككم بسلام ، واريد أن اقول لشعبنا أن هذه المناقشات لهم وليست لنا كأفراد ، إنها من أجل أولئك الموجودين هنا والذين لم يأتوا بعد".
تختتم محادثات السلام التي بدأت في الثامن من مارس الجاري غدا الجمعة 12 مارس في مدينة نيفاشا الكينية.
وكانت الأطراف وقعا يوم الاثنين على اتفاق تجديد الثقة والالتزام باتفاق "وقف الأعمال العدائية" ، الموقع في 21 ديسمبر 2017. كما اتفقا ايضاً على مواصلة الحوار السياسي لمعالجة الأسباب الجذرية للنزاع لتحقيق سلام مستدام في جنوب السودان.