يُواجه السودان خطر المجاعة بسبب تداعيات الحرب الدائرة في البلاد، والتي ألقت بظلالها القاتمة على القطاع الزراعي، خاصةً في المناطق المطرية ومشروع الجزيرة، أحد أكبر مشاريع الري في العالم.
أكد الصحفي والمهتم بالشأن الزراعي، سموءل البدوي، في تصريح لـ “راديو تمازج” أنّ الحرب أثرت بشكل كبير على الوضع الزراعي، حيث تعاني معظم المناطق المطرية في وسط السودان وشمال كردفان من انعدام الأمن وعدم الاستقرار.
وأضاف البدوي أنّ مناطق النيل الأزرق وسنار والقضارف والشمالية ونهر النيل تتمتع باستقرار نسبي، لكنّ المناطق التي تقع تحت سيطرة قوات الدعم السريع ومناطق النزاعات تعاني من مشاكل أمنية ونقص في مدخلات الإنتاج والبذور، ممّا يُهدد الإنتاجية بشكل كبير.
يُعدّ مشروع الجزيرة من أهمّ مصادر القمح في السودان، لكنّه يواجه هذا العام أسوأ مواسمه على الإطلاق بسبب الحرب.
فقد تمكنت تسعة أقسام زراعية فقط من حصاد محصول القمح، بينما لم تتمكن باقي الأقسام من ذلك بسبب الحرب التي شملت معظم مناطق الزراعة.
وتمّ الحصاد هذا الموسم بالطرق التقليدية لعدم توفر الآلات والوقود، ممّا أدّى إلى انخفاض الإنتاجية بشكل كبير.
وحذّر حزب الأمة القومي في بيان صحفي تحصل راديو تمازج على نسخة منه ، بأنّ الوضع في الزراعة المطرية والمشاريع المروية ينذر بخطر المجاعة، ممّا يتطلب تدخلات عاجلة لمحاصرة هذه الكارثة.
وأشار حزب الامة إلى أنّ جملة أقسام مشروع الجزيرة حصدت 10% فقط بالآلات الزراعية، وأنّ 20% تمت بطرق تقليدية، وأنّ 30% أتلف بواسطة الماشية، وأنّ 40% انتهى نتيجة الإصابة بالجفاف وانعدام مياه الري.
طالب حزب الأمة القومي بتدابير عاجلة لمنع المجاعة، تشمل: (السماح للمزارعين بالعودة إلى قراهم وتوفير الحماية لهم وتمكينهم من العمل في مزارعهم، مناشدة المجتمع الإقليمي والدولي والمؤسسات الزراعية العالمية بتوفير مدخلات الإنتاج والتحضير الجيد للموسم الزراعي وتوفير الوقود وآلات الزراعة.
وطالبت طرفي الصراع بسحب كافة المظاهر العسكرية من القرى والمناطق الزراعية وإيقاف الحرب فيها وحسم التفلتات والتعديات على المواطنين.
يُواجه السودان تحدّيات كبيرة لمنع المجاعة، ممّا يتطلب تضافر الجهود من جميع الأطراف، بدءًا بالحكومة والمجتمع المدني، وصولاً إلى المجتمع الدولي، لضمان عودة الأمن والاستقرار وتوفير الظروف الملائمة للعمل الزراعي.