دعت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية “إيقاد” – الأربعاء- إلى الإفراج الفوري عن قيادات حركة رياك مشار، المعتقلين. محذرة من أن اعتقالهم يُهدد بعرقلة اتفاق السلام الهش في البلاد وسط تصاعد التوترات في أعقاب الاشتباكات الدامية في ولاية أعالي النيل.
وحثّت الكتلة الإقليمية لشرق أفريقيا، في بيان صدر عقب قمة افتراضية طارئة برئاسة الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر جيله، حكومة الرئيس سلفا كير على إطلاق سراح المعتقلين ما لم تُقدّم “أدلة موثوقة” تُبرّر اتخاذ إجراءات قانونية بشفافية.
وأشار بيان الإيقاد، إلى أن الاعتقالات شلّّت آليات الأمن بموجب اتفاق السلام المنشطة لعام 2018.
تأتي هذه الخطوة في أعقاب اشتباكات اندلعت يومي 7 و8 مارس في مقاطعة الناصر، بين قوات الحكومية وعناصر الجيش الأبيض، والتي أسفرت عن مقتل قائد الجيش في الناصر الجنرال مجور داك، وطيار يعمل ببعثة الأمم المتحدة. واعتقلت إدارة الرئيس كير، لاحقا عدد من القيادات السياسية والعسكرية من حركة مشار في العاصمة جوبا.
وأدانت الإيقاد، أعمال العنف، وأمرت آلية المراقبة لوقف إطلاق النار، بالتحقيق في الاشتباكات والهجوم على مروحية تابعة للأمم المتحدة في الناصر، كما تخطط الإيقاد لإرسال فريق وزاري إلى جوبا، لتقييم محادثات السلام المتعثرة والدفع نحو “حوار شامل”.
وأشادت الإيقاد، بندائها المشترك للتهدئة الأوضاع بعد أحداث عنف في الناصر. وأعربت عن “قلقها العميق” إزاء انتهاكات وقف إطلاق النار، وحثت على الإسراع في توحيد القوات المسلحة وصياغة دستور دائم.
وأيدت جهود الوساطة الإقليمية، بما في ذلك مبادرة تومايني بوساطة دولة كينيا الهادفة إلى إشراك الجماعات غير الموقعة. كما حثت القيادات الدينية وقادة المجتمع المدني على دعم المصالحة.
وشارك مسؤولون أوغنديون في القمة بصفة مراقبين، بينما أكد مبعوثون من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي على أهمية تنسيق الدعم الدولي.
وحذّرت الإيقاد، من أن استقرار جنوب السودان يتوقف على تنفيذ الإصلاحات التي طال انتظارها، مؤكدةً أن “الحوار والنقاش لا يزالان الوسيلة الوحيدة لحل الخلافات”.
ولم تحدد الإيقاد، عواقب عدم الامتثال، لكنها أعلنت عن خطط لمواصلة التواصل رفيع المستوى لتجنب العودة إلى الحرب.
ردا على بيان الإيقاد، وصف المراقب المدني من جنوب السودان، إدموند ياكاني، نتائج القمة الإقليمية بأنها “مشجعة”، لكنه حث قادة البلاد على التحرك بسرعة لتنفيذ التزامات السلام المتعثرة.
وقال ياكاني، لراديو تمازج، إن قمة “الايقاد”، قادرة على إنعاش عملية السلام في جنوب السودان إذا التزم الرئيس سلفا كير ونائبه الأول رياك مشار، بالتزاماتهما بموجب الدستور واتفاقية السلام لعام 2018.
وحدد ياكاني “انعدام الثقة الشديد” بين قيادة حكومة الوحدة كعائق رئيسي أمام إكمال الإصلاحات الحاسمة والمهام الانتقالية بموجب اتفاقية السلام. وقال إن غياب الثقة شجع “معرقلي السلام” بتقويض جهود الاستقرار.