شهد مقر تلفزيون السودان القومي في بورتسودان، أمس، حادثة غير مسبوقة تمثلت في اقتحامه من قبل مجموعة قبيلة البجا، وذلك على خلفية خلاف بين المذيعة زينب إبراهيم، المنتمية للقبيلة، ومدير عام التلفزيون إبراهيم البزعي.
بدأت الأزمة عندما تلقت المذيعة تهديدا بالطرد من قبل مدير التلفزيون بسبب ارتدائها الزي التقليدي لقبيلتها البجا خلال ساعات العمل.
واعتبرت المذيعة ذلك إهانة لثقافتها وهويتها، وقامت بنشر تفاصيل الواقعة على حسابها على فيسبوك.
في اليوم التالي، قامت مجموعة من أفراد قبيلة البجا باقتحام مقر التلفزيون، مطالبين بطرد مدير الهيئة.
واعتبر زعماء القبيلة تصرف المدير تجاه المذيعة إهانة لهم، وطالبوا وزير الإعلام السوداني بتنفيذ مطلبهم خلال 24 ساعة.
وأثارت حادثة اقتحام مقر التلفزيون موجة من الغضب والاستياء على مواقع التواصل الاجتماعي في السودان، واعتبر البعض ما حدث فوضى وتأجيجًا للنعرات القبلية والعنصرية، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، بينما تضامن عدد كبير منهم مع المذيعة واصفين إن تلك سياسيات الحركة الاسلامية التي ينفذها البرعي وجميع من تعاقبوا على إدارة التلفزيون في فترة نظام الحركة الإسلامية.
وأصدرت الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون بيانا أوضحت فيه أن ما دار بين المدير والمذيعة كان قبل 4 أشهر، وأن المدير لم يبدِ أي ملاحظات سلبية تجاه الزي التقليدي للمذيعة، أكدت الهيئة احترامها للمكونات القبلية في شرق السودان.
وصف وليد النور عضو نقابة الصحفيين السودانيين، ما حدث في التلفزيون القومي بأنه أمر مؤسف.
وتابع إذا صحة رواية المذيعة حول تهديدها بالطرد من قبل المدير لمجرد ارتدائها الزي التقليدي، يكون خطأ يجب على إدارة التلفزيون الاعتراف به وتصحيحه.
شدد النور على ضرورة حل الخلافات الإدارية داخل المؤسسات الإعلامية بالطرق الإدارية المعروفة والقوانين المعمول بها.
ورفض النور دخول أي مجموعات لمناصرة أي شخص بهذه الطريقة، واعتبرها تصرفا غير مقبول وغير حضاري.
وأقر النور بأن التلفزيون يعاني من العديد من “العيوب”، لكنه اعتبر أن هذه العيوب تزداد في ظل “زمن اللا دولة والفوضى الخلاقة”.
لا تزال تداعيات هذه الأزمة غير واضحة حتى الآن.
وتواصل السلطات السودانية التحقيق في الحادثة، بينما ينتظر الجميع موقف وزير الإعلام بشأن مطلب قبيلة البجا بطرد مدير التلفزيون.