اسقف: انعدام الثقة وانتشار الأسلحة يهددان السلام بجنوب السودان

قال الأسقف جاستين بادي اراما، رئيس أساقفة الكنيسة الأسقفية في جنوب السودان ورئيس مجلس الكنائس، إن انتشار الأسلحة على نطاق واسع وانعدام الثقة بين المجتمعات والقادة لا يزالان من أبرز العوائق أمام السلام في جنوب السودان.

في تصريح لراديو تمازج يوم الثلاثاء، قال الأسقف بادي أراما، أن استمرار العنف في مناطق ولاية أعالي النيل، يؤكد هشاشة استقرار البلاد.

وأوضح أن أكبر مهدد للسلام هو انعدام الثقة، وأن القادة السياسيين لا يثقون ببعضهم البعض، والمدنيون لا يثقون بقوات الأمن، وحتى القوات النظامية لا تثق بالمدنيين.

وعزا عدم استقرار البلاد جزئيا إلى انتشار الأسلحة في يد المدنيين والجماعات المسلحة والفصائل العسكرية، وحثّ السلطات على إعطاء الأولوية لنزع السلاح على مستوى البلاد كركيزة أساسية لجهود بناء السلام.

ودعا الأسقف بادي، القادة السياسيين إلى رفض الانتقام والانخراط في الحوار لتجنب المزيد من العنف. وقال “إن اختيار العنف لا يؤدي إلا إلى تعميق الأزمة”.

وأضاف “يجب على القادة التزام الهدوء والسعي إلى حلول سلمية”.

وأقرّ بالتقدم نحو الاستقرار الدائم، وشبّه عملية السلام بـ”غرس بذور تتطلب الصبر والحرص”، وحث المواطنين على التمسك بالأمل. وقال إن القادة الدينيين سيواصلون الدعوة إلى المصالحة رغم الاضطرابات السياسية.

وتابع: “سنواصل الحديث والصلاة وتذكير القادة بواجباتهم، حتى لو بدوا غير مستجيبين، والسلام ممكن إذا رفضنا الانتقام بثبات وتقبّلنا التسامح”.

كما شدد على أهمية التعاون بين الجماعات الدينية والمجتمع المدني والشركاء الدوليين لتعزيز التنمية المستدامة والأمن.

يأتي نداء الأسقف بادي أراما، في ظل تصاعد التوترات السياسية في جنوب السودان. حيث في الأسبوع الماضي، أسفرت اشتباكات في مدينة الناصر بولاية أعالي النيل، بين الجيش وعناصر الجيش الأبيض، إلى مقتل قائد الجيش وعدد من الجنود، بجانب طيار تابع لبعثة الأمم المتحدة.

رغم اتفاق السلام لعام 2018، الذي أنهى حرب أهلية استمرت 5 سنوات، لا يزال العنف في جنوب السودان يشكل تهديدا لهذا الاتفاق.