يشهد السودان ارتفاعاً ملحوظاً في حالات الاختفاء القسري جراء الحرب الدائرة، حيث أفادت مبادرة “مفقود” بأن مدينة سنجة تعد أكبر مدينة شهدت حالات اختفاء قسري مع وصول الحرب إليها هذا الأسبوع.
وصرح مصعب سانجو، عضو مكتب التنسيق والاتصالات في مبادرة “مفقود”، لراديو تمازج الخميس ، أن 52 رجلاً تتراوح أعمارهم بين 21 و69 عاماً اختفوا خلال 24 ساعة، في مدينة سنجة حاضرة ولاية سنار، بالإضافة إلى 36 طفلاً و29 طفلة.
وأضاف أن معظم المفقودين في مناطق سيطرة الدعم السريع، حيث تقوم الجهات التي تحتجز المواطنين ومطالبة أسرهم بفدية مالية، موضحاً أن الفدية بلغت الآن نحو 6 مليون جنيه سوداني.
ولفت إلى أن مبلغ الفدية المطلوبة لإطلاق سراح المخفيين قسرياً ارتفع منذ بداية الحرب، إذ كان يبلغ نحو 2 مليون جنيه عند ابتداء الظاهرة في الأشهر الأولى للحرب.
وأشار سانجو إلى أن المبادرة تتواصل مع أسر المفقودين لتنبيههم بعدم الاستجابة للابتزاز المالي، وتعمل على توعية الأسر والتواصل مع الجهات الإنسانية ومنظمات المجتمع الدولي للضغط على أطراف النزاع للحد من حالات الاختفاء القسري.
وأكد أن التعاون مع الصليب الأحمر أسهم بشكل كبير في تبادل الأسرى بين الأطراف المتنازعة.
وأكد سانجو أن المبادرة تستند إلى الرصد والتوثيق عبر وسائل التواصل الاجتماعي ولجان المقاومة وغرف الطوارئ الإنسانية.
ونوه بأن هناك العديد من حالات الاختفاء القسري، خاصة بين النساء، حيث تمتنع الأسر عن التبليغ بسبب الوصمة والتمييز الاجتماعي.
من جانبه، قال عثمان البصري، عضو المجموعة السودانية لضحايا الاختفاء القسري، لراديو تمازج، إن عدد المفقودين من مدينة سنجة تجاوز 120 فرداً بسبب طول المسافة إلى أقرب مكان آمن في مدينة القضارف وانقطاع شبكة الاتصالات، مما يصعب التحقق من حالات الاختفاء.
وأشار البصري إلى أن تقرير المجموعة بعد مرور عام على الحرب أوضح أن عدد المفقودين بلغ 989 فرداً، منهم 20 طفلاً و116 سيدة و7 قاصرات، معظمهم من امدرمان والخرطوم وبحري.
ومنذ اندلاع الحرب في 15 أبريل 2023، وثقت مبادرة “مفقود” 990 حالة اختفاء قسري، بينهم 95 امرأة و50 طفلاً.
ومن المرجح أن يكون العدد الحقيقي للحالات أعلى من ذلك.
وأوضح سانجو أن المبادرة سجلت زيادة ملحوظة في تلقي المعلومات المتعلقة بالمفقودين من 15 أبريل إلى مايو 2023، حيث تم تسجيل 153 حالة مفقود في 22 مايو، مع عودة 13 فرداً إلى عائلاتهم والعثور على 3 قتلى.