ارتفاع جرائم العنف في مدينة بور

تشهد مدينة بور بولاية جونقلي في جنوب السودان ، جرائم العنف ، غالباً ما تتورط فيها العصابات الإجرامية المعروفة محلياً بإسم “نيقز”، وهي مجموعات منتشرة في عدد من المدن الرئيسية.

تشهد مدينة بور بولاية جونقلي في جنوب السودان ، جرائم العنف ، غالباً ما تتورط فيها العصابات الإجرامية المعروفة محلياً بإسم "نيقز"، وهي مجموعات منتشرة في عدد من المدن الرئيسية.

"نيقز" هي عصابات إجرامية تطلق على أنفسها أسماء مختلفة غالباً تترواح أعمار أفرادها ما بين "13 الى 30" سنة.

في السابع من شهر مارس الحالي ، حكمت المحكمة الأعلى في جونقلي على شابين من العصابة الإجرامية "نيقرز" بالسجن عشر سنوات لكل منهما ، بينما سيقضي متهم آخر 3 سنوات في السجن لإدانتهم في جرائم السرقة.

وتفيد تقارير الشرطة في جونقلي إلى وفاة ما لا يقل عن خمسة أشخاص وحدوث نحو ثلاثين من جرائم الإغتصاب يشتبه تورط عصابة نيقرز في ارتكابها.

في مقابلات أجراها راديو تمازُج في مدينة بور ، قال العديد من السكان المحليين ، إن زيادة مجموعات العصابات الاجرامية تسببت في تدهور الأمن والدمار وسط المجتمع.

ميري أجولو ، أحد سكان مدينة بور في حديثها لـ "تمازُج" ، شكت من استمرار عمليات التهديد والعنف التي ترتكبها تلك العصابات في حي "ريفريندوم" منذ العام 2016.

تروي أجولو ، أن أسباب انضمام الفتيات إلى المجموعات الإجرامية تعود إلى قصور الأسر في توفير احتياجات بناتهن من الأكل والشرب، وتضيف في حديثها :"ليس لدينا أي عمل أنا وزوجي ، لذا يخرج الطفل من المنزل بحثاً عن الطعام ، ويقوم بعمليات السطو للحصول على الطعام".

وتحذر أجولو ، من أن هذه "العصابات "، ستشكل مخاطر في حال غياب تدخل الحكومة ، قائلة إن معظم المراهقين يتركون المدارس و يختارون الانضمام إلى المجموعات  الإجرامية لعديد من الظروف.

وقال "ج، د"،  وهو شاب يشكن في مدينة بور ، يحكي عن قصة أصدقائه الذين انضموا الى المجموعات الاجرامية بسبب الظروف إقتصادية ، ويضيف في حديثه أن هؤلاء يقسمون أنفسهم الى مجموعات بدواعي النهب بالعنف ليلاً.

للإجابة على تلك الاتهامات راديو تمازُج التقى بأحد مؤسسي عصابات "نيقرز" في مدينة بور "أ، د" ، الذي أنشاء مجموعته في العام 2016 لدواعي عديدة قبل أن يتركه في العام 2018.

يقول "أ،د" في حديثه لتمازج ، إنه أنشاء المجموعة في عام 2016 للتغلب على التهديدات التي يواجهها شباب منطقته من قبل مجموعات العصابات الأخرى. ويضيف "عضوية عصابتي كانت 150 شاب و 32 شابة".

بشأن تمويل المجموعة مالياً يقول "أ،د" أن العمليات التي يقوم بها أعضاء العصابة هدفها تمويل الجماعة مالياً ، وأشار  إلى انهم فقدوا عدد من أفراد المجموعة خلال سلسلة من أعمال الشغب التي قادتها المجموعة.

من جانبه، رئيس شبكة منظمات المجتمع المدني في جونقلي ، ديفيد قرنق ، يقول إن زيادة أعمال العنف من قبل العصابات قد تكون أسبابها البطالة وسط الشباب.

يشرح ديفيد ان المجموعات الإجرامية ، دوما ما ترتكب أعمال إجرامية باسخدام السلاح البيضاء وحرق المنازل واغتصاب النساء في الأحياء، مناشداً الحكومة على التدخل العاجل بفرض حظر التجوال الليلي.

وينظر الناشط المدني  أن توفير فرص العمل والقيام بدوريات الشرطة يمكن أن يقلل من العمليات الإجرامية.

الشرطة بدورها  في مدينة بور ، تقر بارتفاع نسبة معدلات الجرائم المرتكبة من قبل أفراد العصابات الإجرامية في جميع أرجاء المدينة.

جوزيف مين أكون ، مدير الشرطة بجونقلي  يقول في حديثه لتمازُج ، أن الشرطة بدأت حملات قمع ضد العصابات الإجرامية ، واعتقلت 24 من أفرادها على خلفية أعمال الشغب يوم الأحد جرح فيها 7 أشخاص بجروح خطيرة.

رئيس المحكمة الأعلى في بور ، يل اليو ، يلغي باللوم على الشرطة لقصورها في توفير الأمن بسبب نقص الأموال ، مما أدى إلى إرتفاع جرائم العصابات المنفلتة حسب تعبيره.