إنذار أممي: جنوب السودان يواجه خطر الانزلاق إلى الحرب مجددا

Special Representative of the Secretary-General and Head of the UNMISS Nicholas Haysom. (Courtesy photo)

أصدرت الأمم المتحدة تحذيراً شديد اللهجة بشأن الوضع في جنوب السودان، محذرة من أن البلاد تواجه خطر الانزلاق مجدداً إلى حرب شاملة. وجاء هذا التحذير في ظل تصاعد التوترات السياسية والعنف المسلح في أجزاء مختلفة من البلاد.

وقال الممثل الخاص للأمين العام ورئيس بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان، نيكولاس هايسوم، اليوم “الثلاثاء”، بأن المكاسب التي تحققت منذ توقيع اتفاقية السلام المنشطة عام 2018، قد تُمحى مع انزلاق جنوب السودان إلى حافة الحرب مجددا.

وصرح هايسوم، بهذه التصريحات خلال كلمته في اجتماع مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي بشأن جنوب السودان، وحثّ على تضافر الجهود لتهدئة الوضع المتوتر.

وقال: “نحن هنا اليوم لأننا، كشركاء في السلام، نشعر بالقلق من أن جنوب السودان على شفا تجدد حرب أهلية، مما يهدد بمحو مكاسب السلام التي تحققت بشق الأنفس منذ توقيع الاتفاق المنشط عام 2028، وهذا يتطلب تدخلنا الفوري والجماعي لضمان تجنب الحرب>

وأضاف: “بعد استيلاء الجيش الأبيض على ثكنات ناصر العسكرية في أعالي النيل في الرابع من مارس، بلغت التوترات في جميع أنحاء البلاد ذروتها، وأُلقي القبض على عدد من كبار المسؤولين العسكريين والمدنيين في الجيش الشعبي لتحرير السودان في المعارضة في جوبا، بينما اختبأ بعضهم، أو فرّوا من البلاد، وأكد المتحدث باسم الحكومة مايكل ماكوي، أمس نشر قوات أجنبية في جنوب السودان، في أثناء ذلك، تسببت الغارات الجوية على ناصر في سقوط ضحايا مدنيين”.

وقال هايسوم، إن مع انتشار المعلومات المضللة، أصبح خطاب الكراهية منتشرا، مما يثير مخاوف من أن يتخذ الصراع بُعدا عرقيا.

وأكد أن عملية السلام وآلياتها لا تزال مفتاح استعادة السلام، وحذّر من أنها على وشك الانهيار.

كما رحّب وأشاد بالقمة الاستثنائية للهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية “إيقاد” المنعقدة في 12 مارس الجاري، والتي دعت إلى تهدئة التوترات في جنوب السودان.

وقال “خلال الأسبوع الماضي، ناقشتُ مختلف مبادئ هذه الاتفاقية، غالبا بالشراكة مع الممثل الخاص لرئيس الاتحاد الأفريقي، والمبعوث الخاص للهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية، والرئيس المؤقت لمفوضية المراقبة والتقييم، كجزء من آليتنا الرباعية، وقد حثثنا الأطراف معا على الحوار وبناء الثقة، وطمأنة أتباعهم بالتزامهم الراسخ بمنع عودة البلاد إلى الحرب الأهلية”.

وأضاف “بينما نشيد بالرئيس كير لطمأنته المواطنين بأنه لن تكون هناك عودة إلى الحرب، فإنه لتحقيق هذا الالتزام، يجب على الأطراف اتخاذ الخطوات اللازمة والثبات في تنفيذ الاتفاقية المُجدّدة نصا وروحا”.

ودعا المجلس إلى دعم حثّ جميع الأطراف على تجديد التزامها باتفاقية وقف الأعمال العدائية واتفاقية السلام الشامل في جنوب السودان، وإعادة تفعيل آلياتها ذات الصلة، وتشجيع الطرفين الرئيسيين على عقد لقاء ومعالجة خلافاتهما بشكل بنّاء، ومخاطبة الأمة معا تعبيرا عن وحدتها.

كما طلب دعم المجلس للدعوة إلى إطلاق سراح المسؤولين العسكريين والمدنيين المعتقلين أو معاملتهم وفقا للإجراءات القانونية، ومعالجة توترات الناصر فورا من خلال الحوار عوضا عن المزيد من المواجهات العسكرية.

وقال: “نرحب بقمة الإيقاد الاستثنائية، ونشجع على إنشاء لجنة فرعية على المستوى الوزاري وإرسالها فورا إلى جوبا، واسمحوا لي أن أؤكد الدور الحاسم للدول المجاورة، بصفتها الضامنة لهذا الاتفاق، في تعزيز السلام والاستقرار في جنوب السودان، وأطلب دعم هذا المجلس لتشجيع الاتحاد الأفريقي، ومجموعة الدول الخمس دائمة العضوية، ولجنة الحكماء على تيسير الحوار بين قادة جنوب السودان لضمان تخفيف حدة النزاع بفعالية، ويكفينا أن ننظر إلى ما وراء الحدود الشمالية نحو السودان لنتذكر بجلاء مدى سرعة انزلاق الدول إلى حرب كارثية، ولتجنب هذه النتيجة في جنوب السودان، يجب أن تعود الأطراف فورًا إلى اتخاذ القرارات بتوافق الآراء، ويجب إجراء حوار مكثف لحل المظالم وإعادة بناء الثقة بين الأطراف، وبين الأطراف وأنصارها”.

ووفقا لرئيس بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان، يجب على الأطراف تهدئة التوترات السياسية الحالية الآن قبل فوات الأوان. وأكد أن هناك سبيلا واحدا فقط للخروج من دوامة الصراع هذه، وهو الاتفاق المُعاد تنشيطه.

وقال إن الضرورة القصوى الآن هي توجيه جميع الجهود لمنع العودة إلى الحرب، ودعم التنفيذ الكامل للاتفاق، ودفع عجلة الانتقال نحو أول انتخابات ديمقراطية في البلاد. وأضاف: “هذه المنطقة لا تتحمل صراعا آخر”.