قامت وكالات الإغاثة بإجلاء عشرات العمال الإنسانيين، إلى جوبا، من إدارية بيبور، حفاظا على سلامتهم في أعقاب تزايد التهديدات الامنية ضدهم.
يأتي هذا بعد يوم واحد فقط من تهديدات للعاملين في المجال الإنساني في مدينة بيبور ، شرقي جنوب السودان.
في 4 أكتوبر الجاري ، هددت مجموعة من الشباب المحليين في خطاب، طالبوا بمغادرة ما لا يقل عن 30 عامل في المجال الإنساني المنطقة في غضون 72 ساعة.
واتهمت المجموعة، العاملين في المجال الإنساني، بالسيطرة على الوظائف المخصصة للمواطنين المحليين.
وقال أحد عمال الإغاثة الذين تم إجلاؤهم لراديو تمازج، "أرسلت الأمم المتحدة طائرات هليكوبتر إلى بيبور أمس "الثلاثاء" وتم إجلانا إلى جوبا، كاشفاً أن بعض أجهزتهم الإلكترونية أخذها الشباب المحليين بالقوة في مطار بيبور أثناء عملية الإجلاء.
وقال: "تم أخذ بعض أجهزة الكمبيوتر المحمولة واجهزة أخرى من بعض المنظمات غير الحكومية، لكن لم يتعرض أحد للإعتداء، وأعتقد ربما لأن المكان كان تحت حراسة شرطة الأمم المتحدة".
وقال موظف آخر، فضل عدم ذكر اسمه ايضاً، إن لن يتم استئناف العمليات الإنسانية في بيبور حتى يتم ضمان سلامتهم.، قائلاً: "في الواقع بدأت القضية يوم الأحد ولكن الرسالة وصلت إلينا يوم الاثنين، وبحسب الشباب ، فإنهم يستهدفون فقط بعض الأفراد في نحو 13 منظمة غير حكومية، و بالنسبة لنا ، التهديد ضد منظمة واحدة هو تهديد لنا جميعاً".
من جانبه نفى جون آلان ، أحد قيادات الشباب في بيبور ، التقارير التي تفيد بأن الشباب المحلي يخطط لطرد المنظمات الإنسانية العاملة في منطقة بيبور الإدارية الكبرى
وتابع: "نحن نتعامل فقط مع بعض العناصر الذين يشغلون وظائف مخصصة للشباب المحليين في بيبور، لأنه إذا كان بإمكانك إحضار سائق من جوبا وهناك سائقون هنا في بيبور، فماذا تعني؟
رئيس إدارية بيبور الكبرى لوقالي أمي بولن، استنكر الخطوة التي اتخذها الشباب المحليين، وقال لراديو تمازُج، إنهم يعملون على معالجة التوترات التي كانت تتصاعد بين منظمات الإغاثة والشباب المطالبين بالوظائف.
واضاف: "سمعت أن المنظمات غير الحكومية بدأت تغادر، لقد كنت في جوبا لحضور اجتماع وأخطط للعودة إلى بيبور لحل المشكلة".
وقالت راغنهيلد جيلفر، مستشارة الاتصالات في منتدى المنظمات غير الحكومية، وهي هيئة تنسيق مستقلة للمنظمات غير الحكومية الوطنية والدولية العاملة في جنوب السودان: "نحن نعمل على حل المشكلة، ولا تزال العملية جارية، وأعتقد أن هذه هي أولويتنا في الوقت الحالي، وهي سلامة عمال الإغاثة".
وأصدر مُنسق الشؤون الإنسانية المؤقت في جنوب السودان ، ماثيو هولينقورث، بياناً أدان فيه بشدة التهديدات ضد المنظمات الإنسانية في منطقة بيبور ، ودعا السلطات والمجتمعات المحلية إلى ضمان سلامة وأمن العاملين في المجال الإنساني.
وقال إن "هذه التهديدات على عواقب على توفير الخدمات الحيوية للمواطنين، مثل المساعدة الغذائية العاجلة، وخدمات الصحة والتغذية، ودعم الحماية، من بين أمور أخرى، وبدون هؤلاء العاملين في الخطوط الأمامية، وجميعهم من مواطني جنوب السودان، لا يمكننا الوصول إلى الأشخاص الذين لديهم مساعدات منقذة للحياة و ستتعمق الاحتياجات الإنسانية للأشخاص".
وفقا لمسؤول الأمم المتحدة، فإن تدخل الشباب في بيبور سيؤثر على عمليات الاستجابة لأكثر من "100" ألف شخصا في منطقة إدارية بيبور الكبرى.
ومنذ بداية العام الحالي، تعرض العديد من العاملون في المجال الإنساني للتهديد والاعتداء من قبل الشباب في الرنك في أعالى النيل، وتوريت في شرق الاستوائية، وقد أدت هذه الهجمات إلى توقف الأنشطة الإنسانية وإجلاء العمال.