قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، إن جنوب السودان لا يزال أحد أكثر مناطق خطورة بالنسبة للعاملين في المجال الإنساني في عام 2024، حيث تم تسجيل 24 هجوما على عمال الإغاثة حتى هذا العام.
وأوضح أوتشا في بيان حصل عليه راديو تمازج اليوم الاثنين، بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني 19 أغسطس، أن القيود المفروضة على الوصول في جميع أنحاء البلاد تقوض الجهود المبذولة لتقديم المساعدة العاجلة المنقذة للحياة إلى الفئات السكانية الأكثر ضعفا.
وبحسب البيان، فإن في الفترة ما بين يناير ويوليو، أُبْلِغ عن وقوع 267 حادثة تتعلق بوصول المساعدات الإنسانية، منها 135 حادثة تنطوي على عنف مباشر ضد موظفي المساعدة الإنسانية وأصولها، بما في ذلك 28 حادثة نهب وسرقة. وقد أجبر تصاعد انعدام الأمن 15 من موظفي المساعدة الإنسانية على الخروج من مناطق عملياتهم.
وقالت أنيتا كيكي قبيهو، منسقة الشؤون الإنسانية في جنوب السودان “في اليوم العالمي للعمل الإنساني، نكرم شجاعة وتضحيات العاملين في المجال الإنساني الذين فقدوا حياتهم في أثناء أداء واجبهم، والتزامهم الثابت بتخفيف المعاناة وتقديم المساعدة للمحتاجين لا يمكن المبالغة فيه”.
وقالت إن جنوب السودان تواجه عاصفة فيما يتعلق بآفاق الإنسانية والاقتصادية، وانعكس على أزمة إنسانية طويلة الأمد من انعدام الأمن الغذائي المزمن؛ وامتداد الصراع في السودان إلى جنوب السودان، مما أدى إلى تنقل أكثر من 780 ألف لاجئ ومشرد داخلي.
وفقا للبيان، فإن في عام 2024، من المتوقع أن يحتاج 9 ملايين شخص أي نحو ثلثي سكان جنوب السودان إلى المساعدة الإنسانية والحماية، بينهم مليون نازح بسبب عقود من الصراع والعنف الطائفي والآثار والأحداث المتطرفة لتغير المناخ، مثل الفيضانات والجفاف.
كما من المتوقع أن يواجه ما يقرب من 7.1 مليون شخص أو 56.3 في المائة من إجمالي السكان مستوى الأزمة أو انعدام الأمن الغذائي الأكثر حدة في عام 2024.
وقال مكتب الشؤون الإنسانية إن خطة الاحتياجات والاستجابة الإنسانية، لمساعدة 6 ملايين شخص تحتاج إلى مليار وثمانمئة مليون دولار أمريكي، مع نقص تمويل تقدر بنسبة 31.5 في المائة.
وقالت المسؤولة الأممية “بدون مساحة آمنة لعمال الإغاثة، فإننا نجازف بإخفاق الملايين الذين يعتمدون عليها، وأن مع اقتراب جنوب السودان من موجة الفيضانات ووصول آلاف العائدين من السودان، فإن الحاجة إلى الوصول الآمن لإيصال المساعدات الحيوية أمر بالغ الأهمية”.
وتابعت “في اليوم العالمي للعمل الإنساني، تدعو المجتمع الإنساني جميع أصحاب المصلحة إلى إعطاء الأولوية لسلامة وأمن العاملين في المجال الإنساني في جنوب السودان، لأن قدرتها على العمل دون خوف أمر بالغ الأهمية لضمان وصول المساعدة المنقذة للحياة إلى المحتاجين”.
حول اليوم العالمي للعمل الإنساني
في عام 2008، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا يحدد يوم 19 أغسطس يوما عالميا للعمل الإنساني. وفي 19 أغسطس من كل عام، يدعو اليوم العالمي للعمل الإنساني إلى بقاء المتضررين من الأزمات ورفاههم وكرامتهم، وإلى سلامة وأمن العاملين في مجال الإنساني.