أنجلينا نيايان: رحلة ملهمة من اللجوء إلى تمكين المرأة في جنوب السودان

عرفت أنجلينا نيايان معنى المشقة، ففي سن السادسة، فرت من جنوب السودان الذي مزقته الحرب، لتصبح طفلة لاجئة في كينيا، وبعد عقود، عادت إلى وطنها لتكون منارة للصمود، تحث النساء على التحرر من الاعتماد على الرجال.

تبلغ نيايان الآن في الثلاثينيات من عمرها، وهي عاملة في المجال الإنساني وصحفية ومدافعة شرسة عن حقوق المرأة في بلد لا يزال فيه عدم المساواة بين الجنسين متجذرا. رسالتها إلى نساء جنوب السودان واضحة “استيقظن، اعملن بجد، اعتمدن على أنفسكن”.

تقول نيايان في حديثها لراديو تمازج “كانت الحياة في الماضي سهلة، لكن اقتصادات اليوم التي يحركها المال تشكل تحديا، ومع ذلك، هناك الكثير من الأشياء الصغيرة التي يمكن للشابات والفتيات القيام بها لكسب لقمة العيش، كن شغوفات، والله سيفتح لكن طريقا”.

قبل الحرب الأهلية في جنوب السودان عام 2013، صُدمت نيان بالكفاح الذي واجهته الفتيات- زواج الأطفال والتمييز والفرص المحدودة، وبدأت تتحدث بصوت عالٍ في الإذاعة المحلية، وحصلت لاحقا على شهادة في الصحافة لتضخيم دعوتها.

تقول: “انتقلت من الصحافة إلى إدارة الاتصالات مع المنظمات غير الحكومية الدولية، لكن مهمتي بقيت كما هي: النضال من أجل إسماع أصوات النساء”.

تعترف نيايان بأن الأماكن العامة في جنوب السودان غالبا ما تكون معادية للنساء، ولا تزال الصور النمطية والتمييز قائمة، لكنها ترفض التراجع.

وتقول: “يعتقد الناس أننا لا نستطيع أن نكون مساويات للرجال، أنا لا أقول إننا يجب أن نكون متساويات جسديا، لكننا نستحق نفس الفرص”.

تعتقد نيايان أنه لو استسلمت لضغوط المجتمع، لكانت “أما لسبعة أطفال أو عالقة في زواج قسري”. عوضا عن ذلك، توجه الفتيات الصغيرات، وتعليمهن الثقة بالنفس والمثابرة.

على الرغم من الصعوبات، والأعباء المالية، والرفض الثقافي، وحتى الإساءة، تجد نيان قوة في تقدمها، إنها تعيل إخوتها وعائلتها، وهي مسؤولية تتقبلها بفخر.

وقالت “عندما أرى عائلتي ترتفع من لا شيء، أشكر نفسي على مثابرتي، سأستمر في العمل بجد، ليس فقط من أجلي، ولكن من أجل أولئك الذين ما زالوا يناضلون من أجل فرصتهم”.

بالنسبة لنساء جنوب السودان، قد تعتبر رحلة نيان دليلا على أن الاستقلال ممكن، ونضالها لم ينته بعد.