دعت منظمة أطباء بلا حدود، بشكل عاجل سلطات جنوب السودان والمنظمات الإنسانية الوطنية والدولية إلى زيادة الاستجابة الفورية مع تفشي الكوليرا في البلاد، خاصة في مخيمات النازحين داخليا.
أُعْلِن عن تفشي الكوليرا في جنوب السودان، لأول مرة في 28 أكتوبر في ولاية أعالي النيل، ثم انتشر منذ ذلك الحين إلى الوحدة وشمال بحر الغزال وجونقلي والبحيرات وشرق ووسط البلاد.
وقالت المنظمة في بيان صحفي حصل عليه راديو تمازج، لقد أدت الفجوات المزمنة المستمرة في الرعاية الصحية، وخفض التمويل، وظروف المياه والصرف الصحي المزرية والفجوات في الخدمات الأساسية الأخرى إلى خلق الظروف المثالية لانتشار المرض، في المخيمات بولايتي الوحدة والاستوائية الوسطى.
وتضيف المنظمة، تشهد فرق أطباء بلا حدود زيادة مقلقة وسريعة في عدد حالات الكوليرا المشتبه بها، والتي تطغى على القدرة على الاستجابة.
بحسب البيان، لجأ عشرات الآلاف من النازحين؛ بسبب الصراع والفيضانات إلى مخيمات بانتيو وروبكونا المكتظة، ولقد واجه سكان هذه المخيمات ظروفاً مروعة لسنوات عديدة، واستمرت هذه الظروف في التدهور مع تناقص تمويل الجهات المانحة، وأصبح النظام الإنساني يقبل هذه الظروف بشكل متزايد باعتبارها القاعدة، وخارج المخيمات ويستخدم المجتمع مياه الشرب الملوثة، مع قلة أو انعدام الوصول إلى المراحيض، وهذا إلى جانب إرهاق مرافق علاج الكوليرا، يدفع إلى الانتشار السريع للمرض، حيث أُبْلِغ عن 4007 حالات في مقاطعة روبكونا وحدها حتى 20 ديسمبر 2024.
وقال ألبرت ستيرن، منسق الاستجابة الطارئة لمنظمة أطباء بلا حدود في جنوب السودان، إن في غضون أربعة أسابيع فقط، عالجت فرق أطباء بلا حدود في بانتيو أكثر من 1210 مريضا بالكوليرا، ووصل العديد منهم في حالة حرجة بسبب الجفاف الشديد، ومن المؤسف أن 92 شخصا فقدوا حياتهم في ولاية الوحدة.
ويضيف أن في جوبا يشتد تفشي الكوليرا في مخيمات حماية المدنيين السابقة، حيث يعيش ما يقدر بنحو 63 ألف شخص، وأن في الأسابيع الماضية وحدها، عالجت منظمة أطباء بلا حدود أكثر من 1700 حالة مشتبه بها في مراكز علاج الكوليرا التابعة لها في المخيمات، وأُبْلِغ عن 25 حالة وفاة على الأقل في المجتمع، وأن هناك قلقاً شديداً من أن تستمر الأرقام في الارتفاع بسبب الظروف الصحية المزرية.
وقال مامان مصطفى، رئيس بعثة أطباء بلا حدود في جنوب السودان “ما نشهده ليس مجرد كارثة”، لكن ما يحدث في جنوب السودان ليس سوى تفشي للكوليرا، إنه نتيجة للإهمال المنهجي.
وقال إن المخيمات غارقة في جبال من النفايات غير المجمعة، والمراحيض مكسورة وفاضت مما لم يترك للناس خيارا سوى التبرز في العراء، وتتدفق مياه الصرف الصحي الخام بين خيام الناس وبين أكشاك الطعام، ونتيجة لذلك، أصبحت مياه الشرب ملوثة، ويصل المرضى إلى مراكز علاج الكوليرا لدينا في حالة حرجة وكثيرين منهم على وشك الموت.
وقال إن في غياب إجراءات فورية لمعالجة الظروف المزرية التي يعيش فيها الناس، يتوقع ارتفاع حالات الكوليرا بشكل كبير في الأيام والأسابيع المقبلة.
ودعت منظمة أطباء بلا حدود إلى إطلاق حملة تطعيم على مستوى البلاد بسرعة، وتوسيع نطاق التدخلات المجتمعية، مثل تعزيز النظافة، وتحسين المياه والصرف الصحي، والتواصل المستهدف مع الفئات المعرضة للخطر.