أعرب رئيس وفد الإئتلاف الشعبي للعمل المدني في محادثات السلام بنيروبي، كويل أقوير كويل، عن أسفه لاستبعاد مجموعته من جلسات مبادرة “توميني”.
الإئتلاف الشعبي للعمل المدني، هي حركة حقوق مدنية وتجمع لنشطاء المجتمع المدني، أطلق حملة عامة في أغسطس 2021 للمطالبة بالتغيير السياسي بعد سنوات مضطربة ودامية في كثير من الأحيان اتسمت بالنزاعات بعد وقت قصير من استقلال جنوب السودان.
وقال كويل، في مقابلة مع راديو تمازج، إنه بعد دمج وجهات النظر المختلفة في “وثيقة توافقية”، سمح فريق الوساطة للحكومة والمعارضة بالدخول في محادثات مباشرة دون مشاركة الأطراف المعنية، بما في ذلك لجنة التحكيم الدائمة.
وأشار إلى أنهم يتوقعون أن تبدأ جميع الأطراف المناقشات، وأضاف: “نعتبر هذا الإجراء انتهاكا لإعلان الالتزام الذي اتفقت عليه جميع الأطراف في بداية المحادثات”.
وقال إنهم سيواصلون إشراك فريق الوساطة في لقاءات شخصية ورسائل وفقط لفهم سبب استبعاد أصحاب المصلحة في هذا الوقت.
وتابع: “لقد استمر هذا الوضع الآن لمدة ثلاثة أسابيع. ومؤخرا، غادر الوفد الحكومي إلى جوبا حاملا الوثيقة التي ناقشها مع المعارضة، ولا نعرف ما إذا كانوا سيذهبون لإجراء المزيد من المشاورات، ولقد سافروا فجأة دون سبب واضح”.
وكشف أنه بعد سلسلة من المداولات مع فريق الوساطة، تم الاتفاق على مشاركتهم في المحادثات المقبلة. وقال إنه طُلب منهم ترشيح خمسة أفراد للجلوس مع فريق الوساطة لمناقشة كيفية مشاركة أصحاب المصلحة في المحادثات.
وقال أن في البداية، وافقوا فقط على ممثلين اثنين، لكن كانت هناك معارضة قوية من الحكومة، وهذا خرق آخر للالتزام الذي اتفقنا عليه في البداية، والالتزام ينص بوضوح على أنه لا أحد أفضل من الآخر خلال المفاوضات.
وشدد على أن أصحاب المصلحة يثيرون قضايا تهم المواطنين العاديين، لأنهم لا ينوون تقاسم السلطة.
وتابع: “نحن نتعامل مع مصالح مواطنينا لأنه لا أحد منا لديه أي نية للوصول إلى السلطة، ولا نريد الخلط بين المصالح الوطنية والشخصية، ويمكننا أن نقبل أن نكون جزءا من الأجهزة التي ستنفذ الاتفاق، لكن لا يمكن أن نكون جزءا من الحكومة، سواء في البرلمان أو في السلطة التنفيذية”.
وعن مصداقية فريق الوساطة، قال كويل: “الطيور على أشكالها تقع”. مبينا أن فريق الوساطة يمثل الحكومة الكينية ويميلون إلى الوقوف إلى جانب حكومة جنوب السودان.
وقال إنهم يلفتون انتباه فريق الوساطة إلى أن أفعالهم تشير إلى وقوفهم إلى جانب بعض الأطراف.
وأضاف: “إنهم يخشون أنه إذا شاركت أطراف كثيرة في المفاوضات، فقد يحدث خلاف وقد تنسحب بعض الأطراف، ومع ذلك، فقد أوضحنا لهم أن هدفنا هو التوصل إلى اتفاق سلام دائم ينقذ جنوب السودان، ونعلم أن هذه هي الفرصة الأخيرة لجنوب السودان لتحقيق هذا الحلم”.
وتوقع أنهم إذا فشلوا في استغلال فرصة نيروبي، فإن العالم سوف يغسل أيديهم ويتركهم وشأنهم مثل اليمن أو ليبيا.
وشدد على أهمية وجود دستور مناسب يضمن حكم جنوب السودان بالقانون، قائلا: “نحن بحاجة إلى إيجاد طريقة جديدة لإدارة تنوعنا الإقليمي والأخلاقي، ولا يمكننا تحقيق ذلك إلا من خلال دستور مناسب”.