أعرب أساقفة الكنيسة الكاثوليكية في السودان وجنوب السودان، عن خيبة أملهم إزاء عدم استعداد حكومة جنوب السودان للانتخابات العامة المقرر إجراؤها في ديسمبر من هذا العام.
وستكون هذه أول انتخابات تجرى في البلاد منذ استقلالها عن السودان في عام 2011.
وفي رسالة رعوية بتاريخ 29 يونيو/حزيران في نهاية اجتماع استمر يومين في العاصمة جوبا، قال الأساقفة إن الانتخابات ليست مسألة لمرة واحدة ولكنها عملية، وانتقدوا الحكومة لفشلها في الوفاء بها.
وتابع الرسالة “مثل جميع مواطني جنوب السودان، نتطلع بأمل إلى اليوم الذي يمكن فيه إجراء انتخابات حرة ونزيهة في بلادنا، لكننا نشعر بخيبة أمل إزاء افتقار الحكومة إلى الاستعداد. إن الانتخابات ليست حدثًا واحدًا، بل هي عملية كاملة تمتد عبر الزمن”.
وأضاف الأساقفة “ويتضمن ذلك العديد من العناصر، بما في ذلك إنشاء مفوضية انتخابية مستقلة، وترسيم حدود الدوائر الانتخابية، وتسجيل الناخبين والأحزاب السياسية والمرشحين، وتدريب موظفي الانتخابات، والتثقيف المدني، ولوجستيات التصويت في أرضنا الشاسعة التي تعاني من ضعف البنية التحتية والاتصالات، الأمن وبيئة سلمية مواتية للتصويت، لكن لم يحدث أي شيء من هذا تقريبًا”.
كما اشتكوا من أن انعدام الأمن والفيضانات في عدة أجزاء من البلاد يمكن أن يحد من قدرة الناس على المشاركة في التصويت.
وقالوا من المفترض أن تكون انتخابات ديسمبر/كانون الأول هي الخطوة الأخيرة في تنفيذ اتفاق السلام الذي تم تنشيطه عام 2018 والذي دعا إلى صياغة دستور دائم، وإصلاح قطاع الأمن، والعدالة الانتقالية، والمصالحة، وعناصر أخرى.
وقال الأساقفة “لم يتم الوفاء بمعظم هذه العناصر، لذلك من الصعب أن نرى كيف يمكن تنفيذ العنصر الأخير بشكل شرعي دون تنفيذ جميع العناصر الأخرى”.
ومع ذلك، قال الأسقف إدواردو هيبورو، من أبرشية طمبرا-يامبيو، إن الكنيسة تستعد لبذل ما في وسعها للمساعدة في الانتخابات المقبلة.
وقال “نود أن نبلغ العالم والبلد أننا مستعدون أكثر من أي وقت مضى، خاصة الآن مع اقتراب موعد الانتخابات في نهاية هذا العام”.
وأوضح ان الكنيسة الكاثوليكية ستشارك في تثقيف الناخبين، وتوعية المواطنين، وكل ما يتطلبه الأمر من أجل إجراء انتخابات نزيهة وحرة، وتجنب العنف.
وقال إن محادثات السلام الجارية في نيروبي يمكن أن توفر مخرجًا وحثوا القادة على “أخذ هذه المفاوضات على محمل الجد.
وقال القس جون غبيمبويو، منسق الاتصالات الاجتماعية بمؤتمر الأساقفة الكاثوليك في السودان، إن البلاد واصلت الاعتماد على أصحاب النوايا الحسنة لتعزيز الجهود التي بدأتها منظمة سانت إيقيديو في روما، لإعادة السلام إلى البلاد.
واعترف بحقيقة أن اتفاق السلام قد خفض المواجهة المسلحة بين مختلف الجماعات المسلحة، لكنه لم يحل الأسباب الكامنة وراء العنف، والافتقار الملحوظ إلى حكومة دستورية، والفساد، والمحسوبية، والنزاعات على الأراضي، وفشل تطبيق حكم وسيادة القانون.
وقال الأساقفة إنهم يعتقدون أنه من المهم بالنسبة لشعب جنوب السودان أن ينظر إلى ما هو أبعد من اتفاق السلام والانتخابات، وأن يتجاوز الصراع على السلطة بين مختلف الأحزاب والفصائل، وأن يبدأ حواراً وطنياً حقيقياً حول “جنوب السودان الذي نريده”.
وقالوا إن ذلك يعني إجراء حوار “مستقل عن النخب السياسية والعسكرية، يستمع إلى جميع الأصوات، وخاصة المجتمعات الدينية والمجتمع المدني والزعماء التقليديين والشيوخ والنساء والشباب.