أعرب أساقفة الكاثوليك في جنوب السودان والسودان، يوم السبت، عن قلقهم من التدهور السريع للوضع السياسي والأمني في جنوب السودان، عقب الاشتباكات واعتقال النائب الأول للرئيس رياك مشار.
وفي مؤتمر صحفي عُقد في جوبا، قال الكاردينال استيفن أميو مارتن مولا، رئيس أساقفة جوبا، إن الاشتباكات بين قوات دفاع شعب جنوب السودان (SSPDF) وجيش المعارضة (SPLA-IO)، واعتقال القادة السياسيين، بمن فيهم النائب الأول للرئيس الدكتور رياك مشار تينج، والنزوح المتزايد للمدنيين الأبرياء، وخاصة النساء والأطفال، تُمثل تراجعًا مأساويًا عن السلام الذي طالما اشتاقت إليه الكنيسة وصلّت من أجله.
وأضاف الكاردينال “لقد عانى شعب جنوب السودان طويلاً، فقد سلبته الحرب أطفاله ومنازله ومستقبله، ومرة أخرى، تخيم غيوم الصراع القاتمة على أمتنا”.
وبين أنه منذ بداية هذه الأزمة المتجددة، ظلت الكنيسة ثابتة في الدعوة إلى ضبط النفس والحوار والالتزام بالاتفاقية المُنشطة لحل النزاع في جنوب السودان (R-ARCSS)، كما قال البابا فرانسيس خلال زيارته لجوبا عام 2023.
وتابع “ندعو مرة أخرى الرئيس سلفا كير ميارديت، وجميع القادة السياسيين، وأطراف الاتفاقية، بما في ذلك حكومة الوحدة الوطنية الانتقالية، إلى الوفاء بالتزاماتهم المقدسة تجاه شعب جنوب السودان ومقاومة أي إغراء بالعودة إلى السلاح، ودع العدالة تتدفق كالمياه، والحق كالسيل الجارف”.
كما أدان الأسقف تورط الجيش الأوغندي في الأزمة في جنوب السودان، قائلاً إنهم يُفاقمون الوضع.
وقال “إن اعتقال قادة المعارضة وتدخل القوات العسكرية الأجنبية، وخاصةً نشر القوات الأوغندية، لم يُسهم إلا في تأجيج الخوف وانعدام الثقة، وهذه الأفعال تُهدد بتحويل بلدنا الحبيب إلى ساحة صراع للمصالح الخارجية والتلاعب السياسي”.
وتابع “نحذر قادتنا من أنه إذا عاد جنوب السودان إلى العنف الشامل، فإن العواقب ستكون كارثية. إن فقدان الأرواح، وانهيار الوحدة الوطنية، وانهيار المؤسسات الهشة أصلاً، سيُدمر الأجيال القادمة”.
وأشار إلى أنهم، كقادة للكنيسة، ما زالوا على استعداد للتوسط في الحوار، وأن يكونوا صوتًا لمن لا صوت لهم، وأن يعملوا جنبًا إلى جنب مع كل من يسعى إلى سلام حقيقي.
وحثّ المجتمع المدني، ومنظمات الشباب والنساء، والزعماء التقليديين، والمجتمع الدولي، وجميع ذوي النوايا الحسنة على الوقوف معًا ضد الحرب، ومن أجل السلام.
ودعا الكاردينال أميو شعب جنوب السودان إلى التغلب على الشر بالخير، داعيًا المواطنين إلى نبذ خطاب الكراهية.
وقال أميو “قاوموا خطاب الكراهية والتحريض القبلي والمعلومات المضللة، وخاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي. لا تدعوا قلوبكم تقسو. هذه الأرض لكم ولأطفالكم. لا تدعوها تُغرق في الدماء مرة أخرى”.
ومضى قائلا “إلى قادتنا السياسيين، نذكركم بكلمات البابا فرنسيس، السلام يتطلب المغفرة والشجاعة والأمل. ويتطلب منا أن ننظر إلى ما وراء ذواتنا”.