تكررت احداث سرقات ونهب الابقار في منطقة ابيي المتنازع عليها بين دولتي السودان وجنوب السودان بصورة واضحة في الاونة الاخيرة في شهري فبراير ومارس الجاري , حيث اعلن مواطنين دينكا نقوك اكثر من من خمسمة عشر حالة نهب وسرقة للابقار والاغنام والتي تجاوزت عددها الف رأس من الماشية والماعز هذا علي حسب احد سلاطين دبنكا نقوك.
ويزكر أن حالات النهب تمت في مناطق شمال وشرقي مدينة ابيي في كل من ( مريال اشاك , أطاي , دوكرا , نقونق ) ومن بينها تلك التي حدثت علي بعد واحد كيلو مترا شمال مدينة أبيي وعلي مقربة من معسكر قوات الامم المتحدة (البعثة الاثيوبة) .
راديو تمازج التقي بصاحب الابقار التي نهبت حيث قال انه تم تهديدة من قبل اكثر من ثلاثين مسلح يرتدون زيا عسكريا , واوضح انه قد نهبت منة ثلاثمئة واربعين راسا من الماشية . واضاف انه تمكن من الهروب وتبليغ القوات الاثيوبية حيث اوضح انه قد تلقي ردا منهم بانهم ” هنا لحماية المواطنين وليس الابقار “
وقد صرح عدد من اصحاب الابقار المنهوبة لراديو التمازج بان القوات الاثيوبية لا تقوم بدورها الكامل لحماية ممتلكاتهم , حيث ذكر مواطنين من دينكا نقوك أن الخطورة تكمن في أن معظم عمليات السرقات تمت من قبل عناصر من المسيرية تحت تهديد السلاح متهمين بذلك المسيرية بالدخول الي ابيي بالسلاح الامر الذي يقلل مجتمع نقوك.
بعثة الامم المتحدة ( اليونسفا ) من جانبها نفت تواجد الجيش السوداني او الشعبي بمنطقة ابيي بيد انهم لم يدلو باي تصريح فيما يختص بحماية المواطنيين وبسماحهم للمسيرية بالدخول الي ابيي مسلحين علي حسب ادعاء دينقكا نقوك .
قبيلة المسيرية من جانبهم قد اعلنوا عن تكرار حالات نهب الابقار والسرقات من قبل عناصر تتبع للجيش الشعبي حسب ادعائهم , حيث بلغ عدد الابقار المنهوبة منهم منذ بداية موسم التحرك نحو الجنوب حوالي ثلاثة الف رأس من الماشية وتم قتل اثين خلال عمليات النهب هذا علي حسب تصريح أحد قيادات قبيلة المسيرية .
ويزكر ان سكان ابيي قد بدؤا بالعودة بعد خروج الجيش السوداني في مايو 2012 , حيث وصل ا لف وخمسمئة عائد في يناير 2013 غادر معظمهم الي القري المحيطة بأبيي حيث اوردوا بانة لاتوجد خدمات اساية وتعليم وخدمات صحية بالمنطقة واضاف بعضهم بانهم ليس لديهم استمارة الغذاء .
أبيي ألآن :
تأثرت أبيي بالنزاع حيث تم تخريب كل المباني الثابتة من مؤسسات حكومية ومدارس , ومنازل المواطنين الثابتة وسوق ابيي الذي اصبح سوقا صغيرا لا يتجاوز عدد التجار فيه الثلاثين تاجرا , بالاضافة الي مستشفي ابيي الذي شارف العمل فية علي الانتهاء , ويزكر ان الحزر والترقب يسود اجواء المنطقة .
حيث ان ابيي الان ليست بها قوات شرطية لحفظ الامن والقبض علي المجرمين , كما ان قوات اليونسفا لا تقوم بهذا الدور , اضافة الا انه لا توجد محكمة للنظر في القضايا المدنية الا المحكمة الاهلية بمنطقة انيت والتي يترسها السلاطين من انيت والتي تقع جنوب نهر كير مع وجود عدد من الافراد بزي مدني يترأسهم احد المدنين يقومون بدور الشرطة , حيث يوضع المجرمون في حراسات سيئة جدا , ويزكر ان حجم الحراسة مترين ونصف في اربعة امتار تحوي اكثر من 16 مسجنونا .
وطالب المدنين من المنظمات ببناء سجن بمنطقة انتيت التي اصبحت مكتظة بالسكان بسبب تواجد ما لا يقل عن 12 الف نازح قدموا من ابيي والقري المجاورة اضافة الي سكان المنطقة الاصليين الامر الذي شكل ضغط كبير علي الخدمات في المنطقة .
مؤتمر أبيي :
علي خلفية هذة الظروف عقد المجتمع المدني بأبيي بدعم من المعونة الامريكية مؤتمراً ضم قبائل دينكا نقوك التسعة من ال8 وحتي 11 من شهر مارس للعام 2013 .
حيث ناقش المؤتمر قضايا النازحين وقضايا الخدمات وطالب المؤتمر المنظمات بتوفير الخدمات الضرورية وطالب اليونسفا بتوفير الامن حيث اكد قائد القوات الاممية بالتزامهم بحماية المواطنين. وناشد المؤتمر كل النازحين بالعودة الي ابيي استعدادا لللاستفتاء القادم في شهر اكتوبر من العام الجاري.
التعليم والصحة :
المدارس داخل ابيي محطمة تماما بيد ان منطقة (ام يو أم) تعمل علي صيانة مدرسة ومستشفي , ويزكر ان كل التلاميز الذين كانو يدرسون بمدينة ابيي والقري المجاورة هم الان يدرسون بمدارس أنيت والتي اشتكي المعلمين فيها باكتظاظ الفصول .
ومن المتوقع ان يواجة التعليم في منطقة ابيي مشكلة تغيير المنهج هذا حيث صرح بة عدد من المسؤولين عن التعليم هناك بانة سيكون التغير في بداية العام الدراسي الجديد في مطلع ابريل القادم , علما بأن ابيي بها ثلاثة مناهج دراسية وهي ( منهج السودان باللغة العربية , ومنهج شرق افريقيا باللغة الانجليزية , ومنهج جنوب السودان باللغة الانجليزية )
اما صحيا فان القري المجاورة لابيي وهي منطقة مجاك ومنطقة روم امير تعانيان من عدم الكادر الطبي وعدم الدواء بيد ان منطقة اقوك تعاني من الكثير من المشكلات منها نقص الكادر الطبي ونقص الادوية والمباني هذا علي حسب تصريح المدير الطبي للمستشفي .
ملف أبيي:
يشهد ملف ابيى غياب تام عن المفاوضات الاخيرة بين السودان وجنوب السودان والتى افضت الى الاتفاق على تنفيذ مصفوفة اتفاقيات التعاون السابقة , الا ان الجميع يترغب مناقشة ملف ابيى والمناطق المتنازع عليها فى قمة الرئيسين التى من المتوقع ان تتم فى جوبا بعد دعوه رئيس جمهورية جنوب السودان سلفاكير لنظيره السودانى البشير .
ويزكر أن الطرفان اتفقا فى وقت سابق على تشكيل ادارة منطقة ابيى على ان يكون رئيس الادارة مرشح من قبل جنوب السودان ورئيس المجلس التشريعى مرشح من قبل السودان واختلف الجانبان على عضوية المجلس الذى يرى فيها الجانب السودانى ان تتم مناصفة بين البلدين اما جنوب السودان فيرى ان تكون العضوية كما كانت فى السابق تقسم بنسبة 60% لجنوب السودان مقابل 40% للسودان .
لم يتفق الطرفان على الشرطة التى يجب ان تكون فى ابيى والتى يرى جنوب السودان ان يكون عدد افراد الشرطة بابيى 927 فى الوقت الذى يرى فيه السودان ان يكون عددها 179 فرد.
اما مسألة الاستفتاء هى من المسائل المستعصية في ملف ابيى والذى اختلف فيهو الطرفان منذ البداية حول من يحق له التصويت فى الاستفتاء الذى بموجبه ستعلن منطقة ابيى انضمامها الى دولة جنوب السودان او دولة السودان ، حيث ترى جنوب السودان ان حق التصويت مكفول لمشيخات دينكا نقونق التسعة بالاضافة الى الاخرين الذين يقطنون منطقة ابيى وليس المسيرية وفقا لبرتكول ابيى فى اتفاق السلام الشامل اما السودان فيرى ان حق التصويت يجب ان يشمل المسيرية بجانب قبائل دينكا نقونق التسعة حيث حدد شهر اكتوبر 2013 وفقا لمقترح الوساطة.
وفي ظل هذا شهد شهر فبراير المنصرم استقالة السيد لوكا بيونق رئيس اللجنة الاشرافية المشتركة من جانب جنوب السودان و التى رفضها عدد من المواطنين بالمنطقة الا انة اصر وبرراصراره لراديو تمازج بتفرغه لقضايا اخرى ذات صلة بابيى كما وصف الخير الفهيم رئيس اللجنة الاشرافية المشتركة من جانب السودان لراديو تمازج استقالة لوكا بالخسارة الكبيرة للمنطقة .
فى الوقت الذى اصدر فيه رئيس جمهورية جنوب السودان مرسوما جمهوريا تم بموجبه تعيين السيد ادورد لينو رئيس للجنة الاشرافية المشتركة بابيى من جانب جنوب السودان بديلا للوكا بيونق .
هذا وينتظر الجميع الاجابة على تساؤل هل ستنجح القمة المرتقبة فى تجاوز عقد الخلاف حول ابيى وتعلن الاستفتاء ؟ هذا مستكشف عنه الايام المقبلة .