انتقدت ناشطة المجتمع المدني الجنوب سودانية، كيفينا أبالو جون، بشدة القيود المفروضة على وصول المواطنين ومنظمات المجتمع المدني إلى القيادات المؤثرة والمنظمات المانحة في البلاد، واصفة هذه الممارسات بأنها “إساءة للوطن”.
وفي تصريح لراديو تمازج، أوضحت أبالو، المديرة التنفيذية لمنظمة “ريزيليانس” المحلية غير الحكومية التي تركز على قضايا الشباب، أن أصحاب النفوذ هم المسؤولون عن خلق هذه الحواجز التي تعيق التواصل بين المواطنين العاديين وصناع القرار.
وأشارت الناشطة الشابة إلى أن أكبر تحد واجهته خلال ست سنوات من عملها في مجال المناصرة هو صعوبة الوصول إلى القيادات العليا، وروت كيفينا قائلة: “أتذكر أنني رفعت يدي مرتين أو ثلاث مرات في اجتماعات للتحدث، لكن تم تجاهلي، وعندما نهضت للسؤال عن السبب، قال لي شخص ما باللغة العربية: ‘إنت بس بنية سكر، إنت دايرة تقولي لينا شنو؟’ (أنت مجرد فتاة صغيرة – ماذا تريدين أن تخبرينا؟)”.
واعتبرت أبالو هذا التعليق نوعا من التنمر، وأكدت أن أفكارها يمكن أن تساهم في تقدم البلاد. كما أشارت إلى عقبة أخرى تتمثل في التمويل المقيد الذي تقدمه الجهات المانحة، والذي غالبا ما لا يتماشى مع الأولويات المحلية، مما يعيق قدرتهم على الاستجابة الفعالة لحالات الطوارئ مثل العنف الجنسي.
وعلى الرغم من هذه التحديات، أكدت أبالو أن منظمتها ستواصل الضغط على القادة لضمان تطبيق القانون.
وفي سياق متصل، نشأت أبالو في قرية نائية تفتقر إلى المدارس، وتمكنت من إكمال تعليمها بفضل مساعدة منظمات مثل خدمات الإغاثة الكاثوليكية ومنظمة المعونة الشعبية النرويجية، التي نقلتها إلى أوغندا لإجراء امتحانات المرحلة الابتدائية. وقالت: “ذهبت بجيوب فارغة، ولم يكن الأمر سهلاً”.
واليوم، وبعد أن بنت شبكة علاقاتها بجهدها الخاص، ودون أي نفوذ عائلي في الحكومة أو الجيش، أعربت أبالو عن قناعتها بأنها لو لم تصبح ناشطة، لكانت عالقة في حياة القرية، وعاجزة عن مواجهة العنف القائم على النوع الاجتماعي. وقالت: “لكان لدي سبعة أطفال، وأعمل بالزراعة، وأعيش في يأس، بدلاً من ذلك، أنا هنا أتحدث بصراحة”.
ودعت أبالو إلى التنفيذ الكامل لقرار جنوب السودان الخاص بالعمل الإيجابي للمرأة بنسبة 35% في المناصب القيادية، وتوجهت للفتيات الصغيرات قائلة: “تبدأ المساواة بين الجنسين في المدرسة، يجب أن تقدن الآن”.
وبصفتها مدربة في مجال المساواة بين الجنسين والاندماج الاجتماعي، اختتمت أبالو حديثها بتشجيع النساء على التعبير عن آرائهن والدفاع عن حقوق من لا صوت لهم، مؤكدة أن ذلك “يلهم الآخرين”.