أعرب الجنرال كوال منيانق جوك، رئيس وفد الحكومة المعين حديثًا لمبادرة السلام، عن تفاؤله بالسلام بينما يستعد للسفر إلى نيروبي لإجراء محادثات مع جماعات المعارضة غير الموقعة لاتفاقية السلام المنشطة، يوم الخميس.
في مقابلة حصرية مع راديو تمازج، كشف الجنرال كوال، وهو منتقد سابق لمحادثات تومايني، أنه أعاد النظر في موقفه الأولي استجابة للرأي العام، واعتنق السلام كخياره الوحيد. وذكر أنه مستعد الآن للمشاركة في المحادثات بقلب مفتوح.
وتابع “لكل فرد الحق في التعبير عن رأيه، كان انتقادي الأولي لتومايني حقي الشخصي، لكن الآراء يمكن أن تتغير، عندما تتحدث الأغلبية، أستمع، لأنني أعتقد أن الأغلبية على حق. الآن، أدركت أن الطريق إلى السلام هو الطريق الصحيح، وأنا أتحرك للأمام بقلب مفتوح لإعادة شعبنا إلى الوطن”.
وأكد الجنرال كوال، أن وفده لن يعيد التفاوض على بروتوكولات تومايني التي تم الاتفاق عليها، بل سيسعون إلى إجراء تعديلات في المجالات التي تتعارض مع اتفاقية حل النزاع في جنوب السودان.
وقال “بعد الجولة الأولى من محادثات تومايني، التقى فريق من المعارضة ووفدنا، واتفقوا على عدة نقاط. ومع ذلك، قبل الانتهاء من هذه الاتفاقيات، كان ينبغي لهم التشاور مع السلطة المعينة لضمان توافقها”.
وأضاف “عندما عاد فريق الحكومة بالوثائق الموقعة بالأحرف الأولى، كان من الواضح أنها تتعارض مع اتفاقية حل النزاع في جنوب السودان، التي تعمل كأساس قانوني لهذه الحكومة. ونتيجة لذلك، تم تشكيل فريق جديد، والذي أقوده الآن، للقاء إخواننا على الجانب الآخر”.
وأوضح الجنرال كوال أن المناقشات المقبلة لن تتضمن البدء من الصفر، بل تنقيح البروتوكولات القائمة لضمان استكمالها لاتفاقية السلام الشامل.
وأكد قائلاً “نحن لا نعيد التفاوض؛ بل نجري التعديلات اللازمة على النقاط التي تم الاتفاق عليها في وقت سابق. ولا ينبغي النظر إلى اتفاقية تومايني باعتبارها اتفاقية موازية لاتفاقية السلام الشامل. بل ينبغي النظر إليها باعتبارها إضافة شيء لتعزيز اتفاقية السلام الشامل، بهدف إثرائها وليس استبدالها”.
وأكد رئيس وفد الحكومة أن الاستعدادات لاستئناف المحادثات تسير على المسار الصحيح.
وتابع “سيسافر بعض أعضاء وفدي إلى نيروبي يوم الأربعاء، وسأغادر يوم الخميس. وسيتبعهم بقية الوفد بعد ذلك بفترة وجيزة. وقد وافقت الرئاسة على ميزانيتنا، وستبدأ المحادثات في الأيام المقبلة”.
وزاد الجنرال كوال “لقد عانينا منذ عام 2013. كل صراع له حل. نحن نخوض هذه المحادثات بعزم وإيمان بأن السلام ممكن. نعتقد أن الجانب الآخر يريد السلام أيضًا، لأن شعبنا يعاني. شخصيًا، انضممت إلى الحركة [نضال التحرير] ليس لأكون حاكمًا، بل لضمان حرية شعبنا”.
واستطرد قائلاً “نحن لا نخوض هذه المحادثات بعقلية الحفاظ على مواقعنا في السلطة، بل لخلق مساحة للآخرين. أعتقد أن إخوتي في المعارضة يتشاركون نفس الرؤية. يجب أن نحقق السلام حتى نتمكن من بناء وتنمية بلدنا. جنوب السودان غني بالموارد – الأرض الخصبة والمياه وأشعة الشمس. ما ينقصنا هو العنصر البشري لتحويل هذه الموارد إلى غذاء ورخاء للجميع”.