الكاردينال استيفن أميو: “السلام لا يأتي عبر الحرب”

دعت الكنيسة الكاثوليكية في جنوب السودان اليوم “الجمعة”، إلى المصالحة بين قادة البلاد قبل عيد الفصح، وحثت على الحوار لإنهاء التوترات السياسية والأمنية المستمرة.

وتثير تصاعد التوترات السياسية في جنوب السودان مخاوف من عودة الحرب الأهلية، بعد أن وضع الرئيس سلفا كير نائبه الأول رياك مشار في 26 مارس قيد الإقامة الجبرية بجوبا.

وقّع كير، الكاثوليكي، ومشار، المشيخي، اتفاق سلام عام 2018. لكن التقدم تعثر في بنود رئيسية، بما في ذلك الإصلاحات الأمنية والتحضيرات للانتخابات.

وأعرب الكاردينال استيفن أميو مارتن مولا، رئيس أساقفة جوبا، عن إحباطه إزاء عدم إحراز تقدم في تحقيق سلام دائم، وحذّر من محاولات القضاء على الفصائل المتنافسة.

وقال أميو في مؤتمر صحفي بجوبا: “لا سلام يُبنى على الحرب أو محاولة القضاء على الطرف الآخر، ولا يُمكن إحلال السلام إلا بالحوار”.

وقال أميو إنّ عيد الفصح، الذي يُحيي ذكرى قيامة المسيح، يرمز إلى المصالحة، وحثّ القادة على اعتناق التسامح.

وتابع “أن رحلة السلام الدائم تتطلّب منّا أن نترك أعباء الماضي، وأن نعالج الانقسامات، وأن نبني الثقة”.

ودعا القادة إلى تجاوز الانقسامات العرقية والعمل من أجل مجتمع يعيش فيه جميع المواطنين “بأمان وكرامة وأمن”.

وأضاف “لنكن روّادا للتغيير، والسلام الذي يُقدّمه المسيح ليس مجرد غياب للصراع، بل هو انسجامٌ مُتجذّر في العدل والمحبة”.

وقد توسطت الكنيسة على نحو متكرر في جهود السلام في جنوب السودان، لكن التنافسات السياسية لا تزال تُعيق الاستقرار”.

من جانبه دعا ناشط المجتمع المدني البارز في جنوب السودان السلطات إلى وقف تصاعد العنف في ولاية أعالي النيل، حيث أُبلغ عن اشتباكاتٍ عرقية وعمليات قتلٍ مُستهدف.

وحذر إدموند ياكاني، المدير التنفيذي لمنظمة تمكين المجتمع من أجل التقدم، من أن الصراع في أعالي النيل قد تحول إلى “مواجهة عسكرية صامتة، لكنها قاتلة وتُزهق أرواح المدنيين والعسكريين”.

وقال “نشهد إزهاق أرواح بريئة يوميا، وهذا العنف غير مقبول، ويجب أن يتوقف”.

وحث ياكاني، حاكم ولاية أعالي النيل والقادة السياسيين الآخرين على اتخاذ خطوات فورية لتهدئة التوترات، وقال إن “بعض أعمال العنف ذات دوافع عرقية وسياسية”.

وأضاف: “من بين الجناة أفراد في أحزاب سياسية وبزات عسكرية، ويجب ألا تؤجج المصالح السياسية قتل الأبرياء”.

كما وجه ياكاني تحذيرا لأصحاب السلطة: “دماء هؤلاء المواطنين ستطالب بالعدالة يوما ما، لماذا نختار العنف والحوار خيار متاحاً؟”.