قدّمت حكومة جنوب السودان اعتذارًا للحكومة الأمريكية عن الخلاف الدبلوماسي الذي اندلع عندما رفضت الأولى السماح بدخول مواطن كنغولي مُرحّل من الولايات المتحدة، وتعهدت بتسهيل ترحيل مواطنيها المتضررين إلى جنوب السودان على وجه السرعة.
في 6 أبريل، صرّح وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، بأن الولايات المتحدة ألغت تأشيرات حاملي جوازات سفر جنوب السودان؛ بسبب رفض الحكومة الانتقالية استقبال المواطنين المطرودين من الولايات المتحدة، إلا أن المتحدثة باسم وزارة خارجية جنوب السودان، أبوك أيول ماين، كشفت في اليوم التالي أنه عند وصوله، تبيّن أن الشخص الذي قدّم وثيقة سفر جنوب سودانية باسم نميري قرنق هو مواطن من جمهورية الكنغو الديمقراطية، واسمه الحقيقي ماكولا كينتو، وأنه أُعيد إلى الولايات المتحدة.
لكن جنوب السودان تراجع، تحت الضغط، عن قراره بعدم السماح بدخول كينتو، ووصل مجددًا إلى جوبا في 9 أبريل/نيسان بعد أن ألغت الولايات المتحدة تأشيرات حاملي جوازات سفر جنوب السودان.
أصدر نائب الرئيس، بنجامين بول ميل، بيانًا صحفيًا يوم السبت، جاء فيه أن حكومة جنوب السودان تعرب عن احترامها وتقديرها للرئيس دونالد ترامب ووزير الخارجية ماركو روبيو لقيادتهما والتزامهما المستمر بتطبيق سياسة الهجرة الأمريكية.
وورد في البيان “نعتذر عن أي إزعاج سببناه للولايات المتحدة الأمريكية، ونؤكد مجددًا رغبتنا في حل هذه القضية بسرعة وبروح من التعاون”.
وتابع البيان “يظل الرئيس الجنرال سلفا كير ميارديت ملتزمًا بالحفاظ على علاقات ودية وبناءة وإيجابية مع الولايات المتحدة في جميع المجالات ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك التجارة والاستثمار والأمن الإقليمي وإنتاج النفط والتعاون الاستراتيجي في مجال المعادن الحيوية”.
وأضاف “يفخر جنوب السودان بالوقوف إلى جانب الولايات المتحدة كشريك في ضمان الوصول إلى الموارد الاستراتيجية الحيوية لاقتصادي جنوب السودان والولايات المتحدة وأمنهما القومي”.
وكشف البيان أيضًا أن الحكومة سترسل وفدًا رفيع المستوى إلى واشنطن العاصمة خلال الأيام المقبلة للتواصل مباشرةً مع مسؤولين من حكومة الولايات المتحدة بشأن المسألة العاجلة المتمثلة في إعادة ما يقرب من 137 مواطنًا جنوب سودانيًا يخضعون حاليًا لأوامر الترحيل من الولايات المتحدة.
سيقود وفد جنوب السودان ماريال دونقرين أتير، وزير المالية والتخطيط، و جوني أوهيسا داميان، محافظ بنك جنوب السودان، والسيد إيليا كوستا فاوستينو، المدير العام للإدارة العامة للسجل المدني والجنسية والجوازات والهجرة ، وسيعمل هذا الوفد بالتنسيق الوثيق مع وزارة الخارجية الأمريكية ووزارة الأمن الداخلي لتسهيل عملية عودة منظمة وقانونية وكريمة.