تعمل المنظمة الدولية للهجرة، بدعم من الاتحاد الأوروبي وشركاء آخرين، على بذل جهودها لمساعدة عشرات الآلاف من مواطني جنوب السودان العائدين إلى ديارهم بعد فرارهم من الصراع في السودان المجاور.
وفقاً للأمم المتحدة، نزح ما يقرب من 13 مليون شخص منذ اندلاع القتال بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع شبه العسكرية في 15 أبريل 2023.
وقالت وكالة الأمم المتحدة للاجئين والمنظمة الدولية للهجرة إن أكثر من 744 ألف مواطن من جنوب السودان، كانوا يعيشون في السودان كلاجئين، قد عادوا منذ ذلك الحين.
في ولاية أعالي النيل، دعمت المنظمة الدولية للهجرة أكثر من 223 ألف عائد معظمهم من مواطني جنوب السودان لمواصلة رحلاتهم إلى وجهات في جميع أنحاء البلاد منذ عام 2023. وقد أصبح مركز بلوك العابر في ملكال مركز استقبال حاسم، حيث يتلقى العائدون الواصلون من مدينة الرنك الحدودية الغذاء والمأوى والمساعدات الإنسانية الأخرى قبل السفر إلى وجهاتهم، وغالباً ما يكون ذلك عن طريق الجو.
وقاد وفد رفيع المستوى من المنظمة الدولية للهجرة، برئاسة نائبة المدير العام للشؤون الإدارية والإصلاح، سونغا لي، زيارة إلى ملكال يوم الثلاثاء لتقييم الاستجابة الجارية وتسليط الضوء على الحاجة إلى دعم دولي مستدام.
وقالت: “أنا معجبة حقاً بالعملية هنا، ونحن بحاجة إلى التعاون الوثيق مع وكالات الأمم المتحدة الأخرى والحكومات والمجتمعات المحلية، ويجب أن يؤدي عملنا الإنساني أيضاً إلى الانتقال والتعافي وبناء الصمود لتمكين الناس من العيش بكرامة واستقرار”.
وأضافت أن استراتيجية المنظمة الدولية للهجرة تركز على بناء الصمود من خلال ركيزتين رئيسيتين: تعزيز الخدمات والبنية التحتية الأساسية، والاستثمار في تطوير المهارات والقدرات من أجل الاستدامة طويلة الأجل.
خلال الزيارة، قام الوفد أيضاً بجولة في مركز ملكال للتدريب المهني، الممول من الاتحاد الأوروبي. ويقدم المركز التدريب في مجالات الميكانيكا، والبناء (أعمال الطوب)، والنجارة، وتقنية المعلومات، والخياطة، وتصفيف الشعر وهي مهارات تتوافق مع احتياجات سوق العمل المحلي.
وقال فيجاي سوري، رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في جنوب السودان: “هذه الدورات تمكّن الأفراد والمجتمعات، وتساعدهم على بناء سبل عيش والمساهمة في جعل ملكال أكثر حيوية”.
وأكد سفير الاتحاد الأوروبي لدى جنوب السودان، بيليه إينارسون، أن التكتل يظل ملتزماً بدعم جهود إعادة الإدماج وبناء الصمود.
وقال: “نحن ندعم المنظمة الدولية للهجرة والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في هذا المشروع المشترك لإعادة إدماج العائدين لتجهيزهم للمستقبل”.
كما أكد السفير الفرنسي فيليب ميشيل-كلايسباور، الذي انضم إلى الزيارة، دعم فرنسا لجهود تعافي جنوب السودان بعد الصراع.
ويقول الشركاء الدوليون إنه بينما تظل الاحتياجات الإنسانية الفورية ملحة، يجب أن ينصب التركيز طويل الأجل على مساعدة العائدين على إعادة بناء حياتهم ودعم المجتمعات المضيفة لتعزيز الصمود والتعافي الاقتصادي.



